حظي اليوم الأول من عملية تسجيل الراغبين بالترشح لعضوية المجلس الوطني الاتحادي المقبل يوم أمس بتفاعل لافت، مثل رسالة بحد ذاتها، وأن تكون امرأة أول المسجلين يعد رسالة كذلك لما تتمتع به في رحاب عهد التمكين، وما تحقق لها من مكانة وتوافر لها من دعم القيادة منذ بواكير التأسيس، وعززته بالجد والاجتهاد والتحصيل العلمي مما أهلها عن جدارة واستحقاق لما هي عليه اليوم المرأة في الإمارات. وحظي الاستعداد للاستحقاق الانتخابي الثالث من نوعه بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد من المؤشرات المهمة لتوجهات الرأي العام في المجتمعات في العديد من البلدان المتقدمة. عبر في المقام الأول عن اعتزاز أبناء الإمارات بالتجربة، التي تشهد تطورات متلاحقة منذ الخطاب السامي لقائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمناسبة اليوم الوطني في ديسمبر2005، لتشهد البلاد أول تجربة انتخابية في العام الذي يليه، ولم يكن يتجاوز المشاركين في الهيئات الانتخابية السبعة آلاف شخص، ليرتفع في انتخابات2011 إلى 134 ألفاً لنصل اليوم إلى 240 ألف شخص في قوائم الهيئات الانتخابية. وشمل التطور توفير آليات فاعلة تتيح ظهور كفاءات مواطنة تنهض بمتطلبات هذا الاستحقاق وتقدم صورة إيجابية للمرشح والعضو المرتقب، الذي يستطيع بحضوره الفاعل في المجلس تحقيق الطموحات والتطلعات المرتبطة بالوصول لهذا الصرح المشرف للوطن والمواطن.كما أن وجود غالبية كبيرة من الشباب ضمن شرائح الهيئات الانتخابية لهذا العام يمثل دفعاً للعملية برمتها، بما يضفون من ديناميكية وحيوية لتجربة هي محل اعتزاز الجميع، كونها إماراتية خالصة تتسم بحكمة التدرج والنضج، اللذين ضمنا صونها من عبث العابثين ونزق هواة حرق المراحل الذين أوصلوا مجتمعاتهم للفوضى والعبث بمماحكاتهم وصراعاتهم، وتسببوا في شل الحياة السياسية وتطورها في بلدانهم على نحو خطير. بينما استمدت التجربة الإماراتية قوتها وحيويتها من تناغم وتعاون في الأداء بين الحكومة والمجلس. الإقبال على إنجاح الاستحقاق الانتخابي هو رسالة كذلك لأولئك الذين باعوا أنفسهم للشيطان ممن يظهرون في تلك المسرحيات الهزلية المأجورة أمام بعثاتنا الدبلوماسية في عواصم الدول التي تأويهم، بأن المسيرة ماضية، ومهما ارتفع ضجيجهم لن يحجب شمس الإنجازات الساطعة للإمارات.