يلاحظ أن جلّ أطْعِمة العَرَب، بل كلُّهَا، على وزن الفعيلة. وهي متقاربة الكيفيَّة من الدقيق واللّبن والسَّمْن والتَّمْر كالسَّخينَة، واللَّويقَة، والصَّحِيرَة، والربيكَة والبَكيلَة السَّخِينَةُ تتَّخَذ من الدّقيق من دون العصيدة في الرِّقَة وفوق الحَسَاء وإنّما يأكلونهَا في شدَّة الدَّهْر وغلاء السعر وَعَجَف المَال، وهي الّتي كانَت قريش تُعَيَّرُ بِهَا. الحَرِيقةُ أنْ يُذَرَّ الدّقِيق على ماء أو لبَن حَلِيب فيُحْسَى (وهي أغلظ من السَّخينَة يبْقي بها صاحب العيَال على عيَاله إذا عَضَهُ اَلدَّهْرُ) الصَّحِيرَةُ اللَّبَنُ يُغْلَى ثم يُذَرُّ عليه الدقيق العَذِيرَةُ دَقِيق يحْلَبُ عليهِ لَبَن ثم يُحْمَى بالرَّضْفِ العَكِيسَةُ لَبَن تُصَبُّ عليهِ الإهالَةُ (وهِيَ الشَّحْمُ المُذَاب) الفَرِيقَةُ حُلْبَة تُضَم إلى اللبن والتَّمر وتقدّم إلى المريض والنَّفَسَاءِ الرَّغِيدَةُ اللّبن الحَلِيبُ يغلى ثم يُذَرُّ عليه الدَّقيق حتّى يخْتَلطَ فَيُلعَقُ الآصِيَةُ دَقيق يعْجن بلبن وتمْر الرَّهِيَّةُ بُرّ يُطحن بين حجَرَيْنِ ويصَبّ عليه لَبَن (ويقال: ارْتَهَى الرجل إذا اتَّخَذَ ذلك).. الوَلِيقَةُ طعام يتّخذ من دقيق وسَمْن ولبنٍ. اللَّوِيقةُ ما لُيِّنَ مِنْ طعام، وفي حَديث عُبَادَةَ: (ولا آكُلُ إلاَ ما لُوِّقَ لِي) والأَلُوقَة أيضا المُلَيَّن منه إلا أن اَللَّوِيقَةَ ألْيَنُ. الخَزِيرَةُ شَحْمَة تذاب ويصبّ عليها ماء ثم يطرح عليه دقيق فيُلبَك به (وهي عند الأطبّاء ثَلاث: الخُبز والسكّرُ والسّمْن وشتّانَ ما بينهما) الرَّغِيغَةُ حَسْو من دقيق وماء وليست فِي رقَّة السّخينَة. الرَّبِيكَةُ طَعَامٌ يتّخذ من بُرٍّ وتمْر وسمْن، ومنهَا المثل: (غَرْثَانُ فارْبُكوا لهُ). التَّلْبِينَةُ حساء يتخذ من دقِيق أو نُخَالَةٍ ويجعل فيه عَسَلٌ (وإنّمَا سُمِّيَتْ تَلْبِينَةً تَشْبيها باللَّبَنِ لِبياضها ورقتها. وفي الحَدِيثِ: (عليكمُ بالتَّلْبِينَةِ)، وكانَ إذا اشْتَكَى أحدهم في منزله لم تنْزَل البُرمَةُ حتّى يأتيَ على أحَد طَرَفَيْه، ومعناه حتى يُبِلَّ من علّته أو يَمُوتَ، وإنّما جُعِلَ هَذَانِ طَرَفَيْهِ لأَنَهُمَا مُنْتَهَى أمْر العَلِيلِ في علّته). أما فِيمَا يختص بالخَلْطِ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَاب فتقول العرب البَكِيلَةُ للسَّمْنُ يُخْلَطُ بالأَقط، وقيل هي الدَّقيق يخلط بالسّويق ثم يبَلّ بمَاء أو بسَمْن أو بزيْت. وقال الكِلابِي: هو الأقِطُ المطحون تَبْكُلُهُ بالمَاء كأنّك تريد أنْ تَعْجنه، وقيل هما السَّوِيق والتَّمر يُبَلاَّن بالمَاء. أبو القاسم الشابي: وأوَدُّ أن أحيــــــا بفكـــرة ِ شــــاعرٍ فأرى الوجودَ يضيقُ عن أحلامي إلاّ إذا قَطَّعـــــتُ أسـْبابي مَـــعَ الدُّ نيا وَعِشْـــــتُ لِوَحْدتي وَظَلامي في الغابِ،في الجبلِ البعيدِ عن الورى حيثُ الطبيعة،والجمالُ السامي وأعيشُ عيشــــة َ زاهـدٍ مُتَنَسِّــك ما إنْ تُدَنِّســه الحَيـــاة ُ بِذَــامِ هجــــرَ الجماعـــة َ للجبــا، تورُّعــاً عنها وعن بَطْشِ الحياة الدَّامي تمشــي حواليــه الحيـــاة ُ كأَنَّهـــا الحلمُ الجميل، خفيفـة َ الأقدامِ وتَخَــــــرُّ أـمــواجُ الزَّمــانِ بهَيْبـــة قدسـيَّة،في يميِّهـا المُترامــــي فأعيـــش فــي غابِ حيــاة ً، كلّها للفــــــــنِّ للأَحــلامِ، للإلهــامِ