الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مزارعون يواجهون تحديات شح المياه وسيطرة المستورد

مزارعون يواجهون تحديات شح المياه وسيطرة المستورد
23 مارس 2014 22:38
موزة خميس (دبي) - لا يزال الوضع الزراعي كما هو في العديد من المناطق، حيث توجد معاناة بسبب العديد من التحديات، وقد كنا قد التقينا العديد من المزارعين في عدة مناطق من الدولة، وتحدثوا عما يعاني منه المواطن «المزارع»، الذي كان يعتمد في معيشته على الزراعة، وعلى تلك الثمار والخضراوات التي كان يجنيها عند كل موسم، حيث كان هناك اكتفاء ذاتي وكانت هناك أيضا كميات تتبقى، ليقدمها للأهل والجيران، فهم يتبادلون تلك المنتجات كل منهم حسب حاجته، وقد دخلت أنواع كثيرة من المنتجات منذ السبعينيات، وأثبتت نتائج طيبة مثل زراعة البطاطس والملوخية والخس، وكذلك الجزر والخيار والخرشوف والسلق والبنجر، وكذلك الفاصوليا والبازلاء واللفت والباميا والزهرة أو القرنبيط، وأيضاً الكراث والفجل والثوم، إلى جانب أنواع أخرى من الخضار كالبصل الأخضر والطماطم والرويد، والفلفل والكزبرة وأيضاً البقدونس. جميع التجارب التي أجريت وكل التصريحات، التي ذكرت من قبل الخبراء، أكدت أن هناك إمكانية لزراعة جميع أنواع الخضراوات في الإمارات، خاصة في رأس الخيمة والفجيرة والعين، والذيد، لكن منذ الثمانينيات بدأت التغيرات المناخية في العالم كله، ولم يعد المزارع في الإمارات يستطيع أن يزرع ما يكفي، وكان بالإمكان تشجيع المزارع على الزراعة طالما لديه أرض بالإمكان استصلاحها، ليس للإنتاج التجاري وإنما لو حتى بكميات توفر له ولأسرته سلة غذائية. ميزانية خاصة بالمزارعين ومن خلال لقاءاتنا مع بعض المزارعين من مناطق مختلفة، قال علي خميس من رأس الخيمة: نريد من دولتنا وضع خطة وميزانية خاصة بالمزارعين، خاصة صغار المزارعين، وبموجبها تدعمهم بكل متطلبات الزراعة، لأن الرجل المقتدر إن أراد أن يزرع لن يحتاج لدعم ولأن ينتظر، فهو لديه ثروة تغنيه عن الغير، ولكن كل مزارع بسيط بحاجة لذلك، وما ينتج عن عملية الزراعة يعد جزءاً من نجاح الدولة. ويضيف خميس: يعاني المزارع أيضاً من منافسة المنتج الأجنبي، حيث تجد سلعتهم مكانها فوق أرفف الجمعيات والأسواق قبل المنتج المحلي، ورفع التاجر «الهامور» الأسعار، حتى أصبحت «ربطة» البقدونس، ربع الكمية التي كانت تباع في السبعينيات، وهذا استغلال، ولو كنا نزرع ما كنا ذهبنا لشراء تلك الكمية الضئيلة بسعر لا تستحقه ولكنها الحاجة، ورغم ذلك لا يزال البعض من المواطنين في مختلف مناطق الدولة يزرعون بأنفسهم، أو يشرفون بأنفسهم على الزراعة، من أجل العثور على الأفضل والأرخص بكميات كبيرة. دعم المزارع ويوضح خميس: نحن نناشد منذ سنوات عدة معالي وزير الزراعة، بأن يتقدم بطلب لإعادة دعم المزارع بشكل كامل، كما كان الدعم سابقاً عند بداية قيام الدولة، ونحن ما بين الرغبة في الاكتفاء الغذائي وارتفاع تكاليف المواد الزراعية، ندور في طاحونة جافة لأن الأرض جفت والماء أصبح مالحاً، وكنا نزرع ما يكفي للأسرة، ونظراً لطبيعة منطقتنا البعيدة عن المدن، والتي هي أقرب إلى الجبال والفجيرة والذيد، فإن أقرب منطقة لنا إما دبي أو الفجيرة، وهي تبعد حوالي ساعة وأكثر حسب الظروف، وكل مناطقنا تتبع لإمارة رأس الخيمة إلا أنها بعيدة عنها كثيراً، ولذلك فإن الدولة لو ناقشت مد المزارعين بالدعم، فإن ذلك سوف يساعد على تكوين «سلة غذاء» تكفي لكل الأسر التي تقيم في هذه المناطق.. وتشجيع النشاط الزراعي في المناطق من صالح الدولة، لأنها لن تعتمد على مزارع محددة، ولن تعتمد على الاستيراد من الخارج، والزراعة في المنطقة توفر علينا عناء الطريق الى الأسواق البعيدة، وحالياً أصبحت كل مزرعة تعاني من ملوحة التربة وشح المياه، ولذلك نطالب بمد خط مياه محلاة ومعالجة للري. شح الموارد المائية أما خميس خلفان من كدرة، فيقول: حلت تلك الأعشاب محل الخضراوات الموسمية، وقد كان من إنتاج أهل الإمارات الذرة والقمح والقطن، وأيضاً نبات الدخن الذي ينتج منه الدقيق، ولكن بمرور الوقت ومع شح الموارد المائية والأمطار، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الزراعية، لم نعد نقدر على المضي في هذا الطريق، والمنطقة تعد زراعية وكانت تشتهر بإنتاج خصب، ولكن لم تعد كذلك، وكل المزارعين لم يحصلوا على أي دعم منذ إن ألغيت وزارة الزراعة، ومنذ عهد بعيد أيضاً لم نعد نحصل على دعم، ولكن منذ فترة بسيطة بدأنا نشعر أن هناك تحركات إيجابية من جانب وزارة البيئة والمياه، ولهذا نريد أن يكون لها دور بالنسبة لتوفير مياه عذبة مقابل رسوم، حتى تعود الحياة كما كانت للمنطقة، والكل يعلم أن الكثير من الأهالي قد باعوا مزارعهم لأن الماء أصبح مالحاً، وبعض المناطق لم يعد بها ماء. ومن جانبه، يؤكد عبيد محمد من أحد مناطق إمارة الفجيرة، قائلاً: إن لم ينتج الرجل منا لأجل التجارة فأنه سوف ينتج لأجل أن يوفر لنفسه ولأهله ما يكفيه، ونحن لا نحتاج الزراعة فقط كي لا نشتري، وإنما لأن المناطق التي نعيش فيها بعيدة، والشباب من أبنائنا بعيدين في إمارات أخرى طوال الأسبوع، ولذلك يضطر الرجل الكبير أن يقطع مسافة لأجل أن يشتري احتياجاته، ونحن أيضاً نطالب بأن يستمر التعاون بيننا وبين وزارة البيئة لصالح الزراعة، ولا نريد أن ينصب هذا الاهتمام على المزارع الكبيرة، وعلى المزارع التي بها زراعة عضوية، وتحصل على دعم من الوزارة، فنحن أيضاً بحاجة لأن نحصل على المزيد من الرعاية لصالح الأراضي، التي كانت صالحة للزراعة. التراث الإنساني ويضيف عبيد: كل رجل سكن منطقة جبلية قد أفنى كل سنوات حياته يحرث ويزرع ويسقي وينفق الآلاف لأجل الزراعة، ولذلك نحن جزء من التراث الإنساني، ولهذا نطالب نيابة عن كل المزارعين ببحث قضايانا، خاصة أننا الجيل الأخير الذي لا يزال يمتلك مزرعة أو بقايا مزرعة، وبعد عدة سنوات لن يوجد من ينتج للدولة في هذه المناطق، وسوف تعتمد الدولة على المستورد، إلا التجار الذين يحصلون على دعم لأنهم ينتجون للتجارة، والحل الوحيد لإنعاش المناطق، التي كانت صالحة للزراعة، أن يتم مد خطوط مياه لأن الماء العذب سوف ينعش الزراعة والمنطقة، وسنعود لتوفر كميات من الخضراوات والفاكهة، التي كانت تتميز بها الدولة، خاصة أن معظم مناطق الدولة الجبلية، هي مناطق لها تاريخ ويدل على ذلك وجود القلاع والمناطق الأثرية، ونناشد حكومتنا أن توجه بإعادة الدعم، فبسبب عدم توفر الدعم المزارعين لا نستطيع أن نغامر بزراعة الخضراوات الموسمية، لأنها من المحاصيل التي بحاجة للكثير من الرعاية والعناية، حيث إن بعض المزارع تحتاج إلى خمس عشرة علبة من السموم، وكل علبة يبلغ سعرها مائة وخمسين درهماً، وربما مائتي درهم حسب الصنف. ثمار النخل سعيد بن مالك، من الفجيرة شارك في الحديث، قائلاً: كنت أحصل من المزرعة على ثمار النخل وأزرع الخضراوات الورقية التي تكفينا، ولكن مع الوقت بدأ الماء يقل ويصبح مالحاً، وكذلك الأرض تبدلت طبيعتها، وأصبحنا نسمع ونقرأ عن التحديات التي تواجهنا مثل الحرارة والرياح، وإنفاق الأموال على المبيدات، التي يرتفع سعرها كل عام، ونحن بحاجة للأسمدة ونشتريها بشكل فردي وشخصي، إلى جانب مصاريف أخرى، كما أن الرجل المتقاعد لم يعد يستطيع إكمال مشوار الكفاح لأجل الزراعة، لأنها تقضي على راتبه التقاعدي، ونحن لدينا أسر، أما أبناؤنا وإن كانت لديهم وظائف فهم أيضاً لديهم أسر. دعم المنتج المحلي يقول سعيد بن مالك، مزارع من الفجيرة: نحن نريد إنعاش هذا الموروث، وهو يعني الكثير في جميع الدول المتقدمة، فالإنسان المنتج هو من تقدم له الدولة الدعم، حتى ماليا لأنه لا يشكل عبئاً على الدولة، لأنه لن يكتفي بإنفاق الإعانة الاجتماعية، وإنما هو يعمل ويأتي بمن يعمل لأجل المزيد من المنتجات، ولأجل الأرض التي لا يراعيها إلا من عاش عليها، ولأن المنتج المحلي هو الأول ويجب أن يقدم في مراكز البيع متقدماً على المستورد، كي يدخل الشباب هذا القطاع ويتعلمون كيف تتم رعاية الأرض، فقد كنا نزرع لنأكل واليوم نشتري، حتى أن الأجداد كانوا يحملون منتجاتهم مسيرة أيام كي يعرضونها في أسواق المدن قديماً. ويضيف بن مالك: نحن نعلم أن سياسة الدولة لا تشجع المستورد على حساب المحلي، ونحن على ثقة بأنها تدعم المشاريع الوطنية، والزراعة هي وريد لكل دولة ترغب في عدم التعرض لأي مواقف تجعلها في حاجة للغير بالنسبة للغذاء، ولذلك فإن دول العالم تمنح الزراعة الأولوية، ولهذا نحن نناشد بتقديم الدعم الفوري لنا، من أجل الاكتفاء الغذائي الذاتي، وأضم صوتي لصوت الأخوة من المناطق الأخرى التي تضررت بسبب تملح التربة وشح المياه، ونطالب بأن يتم مد خطوط مياه عذبة أو صالحة للزراعة إلينا، مقابل أن ندفع رسوماً عوضاً عن شراء الماء عن طريق الصهاريج، ولا بأس أن تبقى تلك الصهاريج، حيث يمكن أن نستخدمها في أمور زراعية أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©