الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المفاهيم المغلوطة» تعطل فهم التوحد

«المفاهيم المغلوطة» تعطل فهم التوحد
13 أغسطس 2015 21:05
القاهرة (الاتحاد) أكد بحث نشرته مجلة «التوحديين» الأميركية أن هناك لغطاً وخلطاً كبيرين، ومفاهيم عديدة مغلوطة، واجتهادات وقصص غير صحيحة وغير مؤكدة، بل ومتناقضة في معظم الأحوال حول اضطراب التوحد من حيث طبيعته وأسبابه وطرق تشخيصه وعلاجه. بل يمكن القول إنه يوجد أطروحات تصل إلى حد «الخرافات»، وهذه الخرافات لا تساعدنا بكل تأكيد على الفهم الصحيح للتوحد. الحقيقة العلمية والطبية الثابتة أن أشكال ومظاهر اضطراب التوحد تختلف اختلافاً كبيراً في كثير من سماتها، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد. ويتميز بتطور غير طبيعي أو قاصر، وعادة ما يظهر قبل سن ثلاث سنوات من العمر، ويؤدي إلى خلل وظيفي في التفاعل الاجتماعي المتبادل وفي التواصل. ويسبب سلوكيات نمطية تكرارية محدودة. جمعية التوحديين الأميركية، تعرّف التوحد، بأنه عجز تطوري معقد، يظهر نموذجياً خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وهو نتيجة اضطراب عصبي يؤثر في وظيفة الدماغ الطبيعية، وفي مجالات التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل. ويُظهر الأشخاص «الأطفال والبالغون» التوحديون صعوبة في التواصل الكلامي وغير الكلامي وفي التفاعل الاجتماعي وفي اللعب واللهو والنشاط، أثناء ساعات الفراغ. وينتمي التوحد إلى مجموعة من خمسة اضطرابات نمائية - عصبية، تتميز بقصور شديد وشامل في عدة مجالات تطورية. أخطاء لكن البعض يرى أن التوحد يحدث للأطفال ويسبب عدم حساسية في المشاعر، والبعض الآخر يرى أن التوحد والاضطرابات النفسية هي نفسها واحدة ولا يوجد اختلافات جوهرية بينها. في حين يرى البعض الآخر أن التوحد يحدث فقط للطفل الصغير، ويختفي مع نموه ووصوله مرحلة البلوغ. وهناك أيضاً أسطورة سائدة بأن الطفل الذي يعاني التوحد خصية شريرة وخطيرة، ويميل إلى العنف والعدوانية، ولن يكن يوما محبوباً أو مقبولاً. وأوضح البحث أن هناك أيضاً تصور لدى البعض أن جميع الأطفال الذين يعانون التوحد متشابهون على حد سواء، وسيصدر عنهم تصرفات متشابهة، وأنهم سوف يتصرفون بطريقة مماثلة. كما يسود الاعتقاد لدى البعض أن الأطفال المصابين بالتوحد أذكياء بشكل طبيعي، لكن لا يعترف بهذا الذكاء في معظم الوقت، وغالباً ما يعاملون من خلال مشاعر الشفقة والتعاطف. ومن آخر الاعتقادات الشائعة الخاطئة حسب البحث أن لا جدوى من دمج أطفال التوحد في المدارس الاعتيادية «للأسوياء»؛ لأنهم يحتاجون فقط مدارس الخاصة وأشكال معينة ومتخصصة في التعليم والتدريب والتأهيل، وقد يكون لهذا الاعتقاد ما يبرره، لكنه لا ينطبق على كل حالات ودرجات التوحد، بل إن الاتجاه الحديث الآن في كل أنحاء العالم ينحو صوب أهمية إدماج أطفال التوحد بين الأسوياء حتى يصبحوا قادرين غلى اكتساب مهارة التواصل بشكل سريع وفعال. ولفت معدو البحث إلى أن مثل هذه الآراء لا أساس لها من الصحة، وقد وجدت بسبب عدم وجود فهم واضح أوإدراك علمي سليم حول اضطراب التوحد. فقد تكونت معظم الآراء على أساس ما تعلموه واكتسبوه من خلال ممارسة مهنة الطب بمفاهيمها التقليدية الكلاسيكية التي ترى أن التوحد ما هو إلا مرض من الأمراض العضوية التي تنشأ لسبب أو لأسباب فسيولوجية محضة عدة. مفعول خادع أوضحت أبحاث مجلة «التوحديين» الأميركية أن معظم الأدوية التي تستخدم في مثل هذه الحقن تحتوي على بعض أشكال المهدئات أو المنومات والمخدرات. بعدها يظل الطفل في حالة من اللاوعي حتى ينتهي مفعول العقار الذي يسبب الإدمان أحياناً كثيرة. وقالت معدو الأبحاث: قد يشعر أهل الطفل لساعات معدودة بالراحة، وقد يبدون سعداء للغاية لرؤية طفلهم في حالة من الصمت والهدوء والسكينة، ولا يتسبب في أي شكل من أشكال الاضطراب أو الفوضى؛ لأن تلك «الحقنة» حققت مفعولها السحري سريعاً، وهو مفعول وهمي خادع، ولأنهم لا يعلمون دوامة المشاكل التي تنتظرهم وطفلهم في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©