الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة القرم تطغى على قمة لاهاي وأوباما يعبئ أوروبا لعزلة موسكو

أزمة القرم تطغى على قمة لاهاي وأوباما يعبئ أوروبا لعزلة موسكو
23 مارس 2014 17:22
عواصم (وكالات) ـ يجتمع أكثر من 50 من رؤساء وقادة العالم يوم غد في لاهاي، لبحث سبل تفادي شن هجمات إرهابية نووية، إلا أن الأزمة الأوكرانية قد تطغى على القمة التي تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للرئيس الأميركي باراك اوباما، وفي القرم تسقط سفن البحرية الأوكرانية الواحدة تلو الأخرى في يد القوات الموالية لروسيا التي قالت وزارة الدفاع فيها أمس إن أقل من 2000 جندي أوكراني يخدمون في القرم قرروا مغادرتها إلى أوكرانيا التي توجه إليها 40 مراقبا دوليا من منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في وقت أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فيه على أهمية الأمن النووي تزامنا مع أزمة القرم، فيما قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما سيقوم بجولة أوروبية لحث الحلفاء على فرض عقوبات قاسية تزيد من عزلة موسكو بعد غزوها أوكرانيا. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن بيان لوزارة الدفاع أنه قرر أقل من 2000 جندي أوكراني من أصل 18 ألفاً موجودين على أراضي جمهورية القرم الذهاب إلى أوكرانيا، وذكرت الوزارة أن أعلام البحرية الروسية رفعت على 54 سفينة من أصل 67 تابعة للبحرية الأوكرانية بما فيها 8 سفن حربية وغواصة واحدة. إلى ذلك أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجنود العائدين من القرم سيلاقون استقبالا حارا ولن يعاملوا معاملة فارين بل بصفتهم «أبطالا حقيقيين»، وأوضحت الوزارة أنها تسعى إلى التصدي للتضليل الإعلامي حول هذا الموضوع «الذي تروج له أجهزة الاستخبارات الروسية». وأكدت الوزارة في بيان نشرته على موقعها في شبكة الإنترنت أن هذا التضليل الإعلامي يرمي إلى تأكيد الفكرة القائلة بأن «الوحدات التي تغادر شبه الجزيرة إلى أوكرانيا سيتم حلها وان النيابة العامة الأوكرانية ستلاحق كلا من جنودها بتهمة الخيانة»، وأضافت الوزارة أن السلطات تدرس في الوقت الراهن «على أعلى المستويات» إمكانية منحهم وضع مقاتل سابق مرفق بضمانات ومساعدات اجتماعية ملائمة تقديرا لما «أبدوه من مقاومة وشجاعة». وبموضوع متصل شهدت مدينة دونتسك شرقي أوكرانيا مسيرة مؤيدة لروسيا شارك فيها نحو ألفي شخص، طالبوا فيها بعودة الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانكوفيتش الموالي لروسيا. ووصل شتاينماير ورئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الى كييف لتقديم دعمهما، وقال شتاينماير في تصريح صحفي في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك «لا يمكننا القبول بهذه الظروف والسماح بتكرار حمام الدم. إن أمام أوكرانيا طريقا طويلا وصعبا». وتبحث القيادة الأوكرانية مع شتاينماير احتمال تزويدها بالغاز الأوروبي لضمان امن الطاقة في البلاد. من جهة ثانية أعلنت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي للرئيس أوباما أن «ما سوف يكون واضحا للعالم اجمع هو أن روسيا تزداد عزلة وان المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة، يدعم الأوكرانيين وحكومتهم، ومصمم على فرض أثمان على روسيا». ويبدأ أوباما غدا جولة تستغرق ستة أيام ستقوده على التوالي إلى هولندا حيث يشارك في قمة حول الأمن النووي واجتماع لمجموعة الدول السبع، والى بروكسل لحضور قمة مع القادة الأوروبيين ولقاء مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ثم ينتقل لاحقا إلى روما والفاتيكان للقاء البابا فرنسيس ويجري محادثات مع المسؤولين الإيطاليين وسيختتم جولته في المملكة العربية السعودية. وقالت رايس «أثناء هذه الزيارة، سيعمل الرئيس على تعبئة المجتمع الدولي وبعض شركائنا الأكثر أهمية في العالم في وقت يتعين علينا فيه مواجهة ملفات مهمة»، وأكدت «إن كان هناك من موضوع مشترك في هذه الجولة، فهو الأهمية الأساسية لتحالفاتنا وشراكاتنا». وأضافت رايس من جهتها «منذ الحرب الباردة، قالت الولايات المتحدة وأوروبا بوضوح انه من مصلحتنا إدماج روسيا اكثر في أوروبا من وجهة نظر سياسية واقتصادية، وفي مسار المنظمات الدولية والاقتصاد العالمي». وتابعت «لكن في المقابل، كنا نتوقع أن تحترم روسيا قواعد اللعبة». من جهته قال بن رودس مساعد رايس إن «الرئيس سيتشاور مع قادة مجموعة السبع حول طريقة دعم الحكومة الأوكرانية، وبالتأكيد سيكون اللقاء بحد ذاته جزءا من عزلة روسيا بسبب أعمالها في أوكرانيا». واكد البيت الأبيض من جهة أخرى أن اوباما سيلتقي نظيره الصيني شي جينبينغ على انفراد على هامش القمتين في لاهاي. وفي اليوم التالي، سيجري اوباما في العاصمة الهولندية أيضا وقبل التوجه إلى بروكسل، محادثات مع الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غوين-هاي ورئيس وزراء اليابان شينزو ابي. واكد رودس أن هذا اللقاء سيدل على أن «الولايات المتحدة تقف إلى جانب اثنين من حلفائنا الأكثر أهمية في شمال شرق آسيا». من جانب آخر ذكرت المتحدثة باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تاتيانا بايفا أن فريقا من 40 مراقبا دوليا توجه إلى أوكرانيا، وأضافت أن معظم أفراد البعثة وعددها مئة شخص سوف يتم تجنيدهم من الدول الأعضاء بالمنظمة. وتتولى البعثة الأوروبية التي منعت روسيا دخولها القرم، مراقبة الوضع الأمني وحقوق الإنسان وقضايا الأقلية في أوكرانيا. إلى ذلك، أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقبل وقت قصير من انعقاد مؤتمر قمة الأمن النووي في لاهاي بهولندا إلى بعض الأمثلة كتأمين الغواصات النووية التي خرجت من الخدمة في الأسطول الروسي ببحر الشمال وتأمين المواد النووية في أوكرانيا، وأكدت ميركل على أن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم يعد انتهاكا لمعاهدة بودابست التي تعهدت فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا بضمان استقلال ووحدة أراضي أوكرانيا مقابل تخلي الجمهورية السوفييتية السابقة عن الأسلحة النووية التي بحوزتها. وفي ختام لقاء مع رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسينيوك قال وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير أن «الاستفتاء وقرار مجلس الاتحاد الروسي بضم القرم يشكلان انتهاكا للقانون الدولي ومحاولة لتقسيم أوروبا». من جهته عبر فيتالى كليتشكو أحد زعماء المعارضة الأوكرانية، عن اقتناعه بأن طموح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتجاوز مجرد ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، وأنه يضع أوكرانيا بالكامل نصب عينيه. وقال كليتشكو، في حوار أجراه مع شبكة «سي إن إن» الأميركية أذاعته أمس إنه يتعين أن تكون القرم منطقة منزوعة السلاح، وأن يتم سحب كافة القوات العسكرية من هناك، مشيرا إلى ضرورة أن تمثل كييف وموسكو مثالا جيدا يحتذى به في حل المنازعات، وتابع، «نحن لا نتوقع أبدا نشوب اقتتال مع جارتنا روسيا، فالعديد منا لديه أقارب في روسيا والعكس صحيح، كما لدينا تاريخ متقارب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©