مقالتي قبل الأخيرة في «الاتحاد» حملت عنوان «الصحوة الإماراتية»، وكانت عن البداية القوية لأندية الدولة في انطلاق دور المجموعات من دوري أبطال آسيا، حيث حقق الجزيرة فوزاً على الريان القطري، والعين على شقيقه لخويا، فيما حقق الأهلي نتيجة ربما كانت الأبرز، رغم عدم فوزه على مستضيفه الهلال السعودي، ولكنه لعب أمام 60 ألف متفرج، وأمام «زعيم الأندية» بكامل نجومه وخرج متعادلاً 2- 2 بعد ملحمة تقدم فيها أولاً بهدفين. أما مقالتي الأخيرة فحملت عنوان «حاجز الخوف»، وكانت عن فوز «الفورمولا» الجزراوي على شقيقه الشباب السعودي، ليكون أول فريق إماراتي، يحقق انتصاراً آسيوياً، على أحد الفرق السعودية في أرضها وبين جماهيرها، وهو ما وصفه حارس الجزيرة علي خصيف بأنه كسر لحاجز الخوف من اللعب على أرض وأمام الجماهير السعودية. وتبدو الكرة الإماراتية صاروخاً عابراً للقارات، وبعد الانتصارات على الأندية القطرية والسعودية، جاء الدور لفرض الهيبة والشخصية على الأندية الإيرانية، وحتى أكون أميناً مع أحرفي دون «التحيز للشقيق الإماراتي، وهو شعور لا يمكنني التخلي عنه، حتى لو أردت، لأن الإمارات بلدي الثاني وفيها رأى ابني وابنتي النور»، أقول حتى أكون أميناً مع مهنتي، فالمقارنة لا تجوز بين وضع الركتين الإيرانية والإماراتية، لا من حيث المساحة الجغرافية، ولا التعداد السكاني، ولا عراقة اللعبة فاتحادها الكروي تأسس عام 1920 وانضم لـ «الفيفا» عام 1945 ولعبت إيران أول مباراة دولية عام 1941 وكانت أمام أفغانستان، ووصل منتخبها إلى نهائيات كؤوس العالم 4 مرات، وأحرز كأس أمم آسيا 3 مرات متتالية أعوام 1968 و1972 و1976، ووصل منتخبها مرة للتصنيف رقم 8 على قائمة منتخبات العالم في يوليو 2005. صحيح أن الإمارات وصلت لكأس العالم مرة عام 1990 وتوج العين بطلاً لأندية آسيا مرة، ووصلت إلى نهائي أمم آسيا مرة 1996 وطبعاً هي بطلة الخليج مرتين، ولهذا فأن تفرض الكرة الإماراتية هيبتها وشخصيتها على الإيرانية ليس في مباراة ولا اثنتين، بل في ثلاث داخل إيران وخارجها، فهو بلا شك أمر يستحق الوقوف عنده فمن ثلاثية العين في شباك تراكتور إلى ثنائية الأهلي في شباك مستضيفه سبهان إلى هدفي الجزيرة في الاستقلال فتقدم مرتين قبل أن يتعادل لهي كلها دلالات على عافية الكرة الإماراتية أندية ومنتخباً وهي مؤشر ودافع وحافز «وأيضاً ورقة ضغط» على الجميع بأن اللقب الآسيوي في البطولتين ليست مستحيلاً أو صعب المنال مع هكذا عروض وهكذا روح وهكذا أداء. Twitter@mustafa_agha