حرص الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على استقبال ولقاء الفائزين بجائزة أبوظبي يؤكد حجم التقدير للمكرمين بهذه الجائزة، وهي وجدت لتكون صورة من صور امتنان المجتمع لأشخاص يعيشون بينهم، آثروا العمل بجد وبصمت لأجل الإمارات وسكانها مواطنين ومقيمين. إنها نموذج لتكريم الكرام عندما يمتد في مختلف اتجاهات البذل والعطاء، يعبر عن صدق روح إنسان نذر نفسه ليكون في خدمة الآخرين بصمت الحكماء وزهد الُنساك. ولعل أروع ما في هذه الجائزة التي انطلقت برعاية من سمو ولي عهد أبوظبي، أنها تنبع من أفراد المجتمع أنفسهم الذين يرشحون المكرمين ويصوتون لصالحهم ليصلوا لمنصة التكريم والتقدير في إمارات المحبة والخير. وهي تحتضن كل هذه القلوب الوفية التي التقت حول نهج ومبدأ قام عليه صرح الإمارات الشامخ على يد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ومضى على ذات المسار قائد مسيرة الخير صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، نهج ومبدأ يجسد فخر واعتزاز وطن العطاء بموروثه الحضاري والإنساني في هذا الميدان تحديداً، ميدان البذل والعطاء. كما تجيء الجائزة لتعبر عن قيم ُجبل عليها أبناء الإمارات في تقدير وتكريم أهل العطاء ورجالاته الذين قدموا الكثير لأجل الآخرين، وتعبر عن وطن احتضنهم بكل حب وحدب، ورعاية واهتمام، مبدأه «وما جزاء الإحسان إلا الإحسان». اللقاء والتكريم مناسبة يتجدد فيها التذكير بإسهامات المكرمين، والتي اتسمت بالثراء والتنوع كل في مجال برع وتخصص فيه، ومنهم من لا زال في مقاعد الدراسة بداخله روح للعطاء ورغبة في خدمة الآخرين. مثل الطالب الكرواتي دومينيك فوجرينيك الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، وقاد حملة للكشف المبكر عن مرض انحراف العمود الفقري، ومن قبله الطالب الهندي عبدالمقيت الذي قدم فكرةً لخدمة البيئة بابتكار آلية بسيطة لتحويل أوراق الصحف إلى أكياس بدلاً من البلاستيكية التي تحتاج إلى عشرات السنين كي تتحلل. وقبلهما الطالب الجنوب أفريقي كاميرون أوليفر الذي نظم حملة لتنظيف الصحراء من الأكياس البلاستيكية التي كانت تتسبب في نفوق العديد من الجمال. بحكم العمل اقتربت من ثلاثة من نجوم العطاء الذي شملهم التكريم في جائزة أبوظبي 2013 واستقبلهم سمو ولي عهد أبوظبي الثلاثاء الماضي، وهم الدكتور فالح حنظل صاحب أول المؤلفات عن تاريخ وتراث الإمارات، وبيتر هيلير من أوائل المنقبين عن آثار الإمارات، وشاعر الوطن المبدع جمعة الغويص بومانع. نجوم ازدانت بالجائزة، وازدانت بهم الجائزة، كل منهم وزملاؤهم المكرمون لا يتسع الحيز المحدود لهذه الزاوية في الحديث عنهم، وعن إسهاماتهم الطيبة المباركة التي تفانوا فيها لأجل الإمارات، وهي تستذكر بكل الوفاء والتقدير ما قدموا، فعبرت عن تقديرها لهم بهذا النبل والرقي الذي تعبر عنه جائزة أبوظبي، وراعي الجائزة بوخالد، وعلى قدر الكرام ُيكِرم الكريم. فشكرا لكل يد امتدت بالنور والضياء لتسطع بالخير والوفاء في سماء إمارات النبل والعطاء. حفظها الله وأهلها «دوم شامخ علمها». ali.alamodi@admedia.ae