من حسنات «الربيع العربي» أنه كشف سيئات الإخوان وأزاح الستار وأماط اللثام، عن حلقة مغلقة كانت تتشرنق في أحشائها هذه الفئة، وتخبئ من خلالها بروتوكولات ذات سمات باطنية، نورانية خفية، يستعصي على الإنسان النشيط كشف أسرارها وأهدافها، وتطلعاتها . في هذا الربيع أزهرت الذهنية العربية، وتفتحت على فضاء الإخوان، وتبين للقاصي والداني أن هناك قوى خفية تتسرب تحت جلد هذا التنظيم، وتعمل على نسج خيوط عنكبوتية معقدة وشائكة، الهدف منها القبض على عنق الزجاجة في أي مجتمع تحل فيه، والذهاب بالوجدان الإنساني نحو غايات تدميرية تفتيتية، والأخذ بناصية المغامرات الكارثية التي لا تحسب حساب الانتماء الوطني، لأن في الذاكرة الإخوانية يسكن صنم اسمه الحكومة العالمية، ومن قرأ كتابي «حكومة العالم الخفية» و«أحجار على رقعة الشطرج» يكتشف أن هناك تلاقياً لصيقاً بين جل الحركة الباطنية، بدءاً من الصهيونية العالمية، وانتهاء بالتنظيمات التي اغتالت الدين بسكاكين الشعارات الزائفة، بغية الإغراء والإغواء، واللعب على مشاعر الإنسان العربي بحكم أن الإنسان يعيش حالة الدين لا شعورياً وعقله الباطن منبت الأديان السماوية السمحاء. وعَوْدٌ إلى «الربيع العربي»، فإن هذا الفصل الدامي، المترامي في كوارثه وأزماته، استطاع أن يزيح الرماد، وأن يرى الإنسان من خلال شرارات بنادقه، مساوئ هذا التنظيم الذي طالما مثل دور الضحية وطالما تحدث عن حاجات الإنسان الأساسية، الحرية، والديمقراطية، والحب والمساواة والعدل، ولا يخفى على أحد أن من أبجديات هذا التنظيم السرية، والتحكم والكراهية لكل ما هو موجود على قيد الحياة، والإيمان التام، بأن مجتمعات الدنيا كلها فاسدة ما عدا أعضاء هذا التنظيم ومن ينضوون ضمن قوائمه أو من يتعاطفون معه. وقد أثبتت التجربة المصرية والليبية، والتونسية، وما يحصل الآن في سوريا، أن الحرية المدعاة ما هي إلا الطعم الذي يراد من خلاله سوق الادعاءات واقتياد الناس إلى جحيم الدمار والخراب، لأجل خاطر أن يبتسم شيخ الطريقة الإخوانية.. وشكراً لـ «الربيع العربي» على الرغم من كل خرائبه، على هذا الاكتشاف المذهل. Uae88999@gmail.com