الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سور الصين العظيم.. قصة غرام «صينية» مع الأسوار الحصينة

سور الصين العظيم.. قصة غرام «صينية» مع الأسوار الحصينة
21 مارس 2014 21:32
القاهرة (الاتحاد) - رغم أنه مقصد الزوَّار من كل حدب وصوب والمعدود بين عجائب الدنيا السبع، فإن سور الصين العظيم لم يفلح في تحقيق الغرض الذي أنفقت الصين من أجله الأموال الجزيلة وجندت قرابة 300 ألف من رجالها لسنوات طوال لإتمامه. ويلخص هذا السور الذي قصد به حماية الحدود الشمالية والشمالية الغربية لبلاد الصين قصّة غرام الصينيين بالأسوار الحصينة ليس حول حدود بلادهم، بل وحول مدنهم التجارية أيضاً. وحسبما تشير الروايات التاريخية، فإن الصين بثرواتها الطبيعية الضخمة كانت مطمعاً للقبائل الجوابة في السهول الآسيوية، وخاصة من قبائل الترك، ثم أبناء عمومتهم من المغول، ولذلك كان هاجس الصين منذ توحدت في إمبراطورية كبرى عام 221 قبل الميلاد هو إتمام ما بدأه حكام أسرة تشين من بناء لسور ضخم في منطقة الحدود الشمالية، وبالفعل تسارعت وتيرة البناء ليكتمل أول أسوار الصين الدفاعية في عام 204 ق.م. موازاة الأنهار وواصلت الأسر الصينية المتعاقبة الاهتمام بأمر السور، وكانت آخرها أسرة مينج التي حكمت البلاد بين عامي 1368 و1664 م، حيث استكمل ملوكها السور، كما استبدلت الأجزاء التي بنيت بمادة الطين ببناء من الأحجار ليبلغ الطول النهائي للسور 6700 كيلو متر، وهو يمتد بموازاة الأنهار الواقعة داخل الأسوار مستجيباً في انحناءاته الكثيرة لتضاريس الجبال والتلال التي يجتازها في رحلته عبر الحدود الشمالية والشمالية الغربية للصين. ويحفل سور الصين بالأبراج الدفاعية التي وضعت على مسافات منتظمة بواقع برج كل مئتي متر، وكذلك بعدد من الممرات التي تضمن مرور البضائع والناس بشكل آمن. وأهم هذه المعابر على الإطلاق وأشهرها سياحياً ممر جيايو الذي يقع على مقربة من مدينة جيايوقاوان في مقاطعة قوانسو، حيث كانت تعتبر آخر الحدود الصينية من ناحية الغرب. أسوار خارجية وتتكوّن أسوار هذه النقطة من المدينة من ثلاثة أسوار دفاعية متتالية أولها الخندق المحيط بالسور، ثم مدينة خارجية مسورة وأخرى داخلية حولها سور آخر. ويذكرنا ذلك بما قاله ابن بطوطة عن مدينة خانفو التي زارها في رحلته للصين من أن لها أربعة أسوار يسكن بين السورين الأول والثاني عبيد الملك من حراس المدينة وسمارها وبين السورين الثاني والثالث يسكن قائد الجند ورجال الحامية العسكرية، بينما يسكن المسلمون داخل السور الثالث ولهم مساجدهم وأسواقهم ودورهم، ويسكن الصينيون داخل المنطقة المركزية التي يحيط بها السور الرابع. ولكن كل هذه الاستحكامات الحربية وتلك الشهرة التي حازها سور الصين العظيم لم تفلح في صد الهجمات الكبرى لقبائل المغول التي تمكنت من حكم الصين ولم يقيض للصين أن تنعم بالأمن من غارات الترك والمغول إلا بعد تبني سياسة هجومية خارج نطاق الأسوار في عهد أباطرة أسرة تشينج والتي هي في حقيقة الأمر أسرة مغولية الأصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©