الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع اقتصاد الهند يلقي بظلاله على شركات الطاقة

21 مارس 2014 21:23
تسببت الخطط غير المتوقعة لخروج أسهم شركة «إيسار اينرجي» الهندية من بورصة لندن في إحباط المستثمرين الذين نفد صبرهم بعد طول انتظار لتعافي هذه الشركة الهندية الكبرى المتخصصة في مجال الكهرباء وتكرير النفط. واستدعى رد فعلهم المحبط مقارنات مع شركات أسواق ناشئة أخرى مدرجة في بورصة لندن، خصوصاً شركة يوراسيان ناتيورال ريسورسز الكازاخستانية المتخصصة في أعمال التعدين التي تحولت العام الماضي إلى شركة خاصة عقب أداء كارثي مشابه في سوق الأسهم. غير أن إدارة إيسار ترى أن انهيار سهم الشركة من 580 بنساً في أواخر عام 2010 إلى 55 بنساً في شهر فبراير 2014، نتج عن أسباب أخرى تتمثل في الهند ذاتها، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، وتراجع أحوالها الاقتصادية. تأسست إيسار المتمركزة في مومباي على يد الأخوين شاشي ورافيكانت رويا في سبعينيات القرن الماضي، ثم سرعان ما نمت إلى أن باتت واحدة من أبرز شركات الهند الصناعية وأكثرها إثارة للجدل. وتوج صعود الأخوين السريع بإدراج أسهم إيسار في البورصة في اكتتاب عام سنة 2010 في أوج تفاؤل المستثمرين بمستقبل الهند الاقتصادي. وأتاح نجاح الشركة للأخوين تحصيل ثروة قدرت بنحو 5,5 مليار دولار، بحسب مجلة فوربس، وقسما وقتهما بين الإقامة في لندن ومنزليهما في الهند, أحدهما عبارة عن قصر فخم مطل على مياه البحر جنوبي مومباي، والآخر في مجمع سكني فاخر في قلب نيودلهي. غير أنه منذ دخول إيسار سوق الأسهم لم تجر الأمور على ما يرام، سواء لإيسار أو غيرها من الشركات في قطاعي الكهرباء والتعدين في الهند الخاضعين لبيروقراطية هدامة. وجاءت آخر مصاعب إيسار في شهر يناير الماضي، حين هددت محكمة الهند العليا بإلغاء حقوق تعدين الفحم التي كانت تمتلكها شركات صناعية عديدة. وهذا التوجه هدد بمزيد من الأضرار لشركة إيسار التي كانت قد تم تعليق عمل محطاتها الكهربائية وتسبب في هبوط آخر لسهمها في بورصة لندن. ورغم رفض إيسار التعليق على خروجها المقترح من البورصة، إلا أن أشخاصاً ذوي علاقة بهذه العملية أشاروا إلى أن هبوط سعر السهم - مصحوباً باجتماعات مع مستثمرين خابت آمالهم قبل أعياد الكريسماس - هو ما أوصل الشركة إلى ذلك الوضع المتأزم. وقال أحد المطلعين على خطط خروج إيسار من البورصة، إن المستثمرين كانوا قد نفد صبرهم في شهر ديسمبر الماضي، وطالبوا بتغييرات جذرية لأنه لم يكن هناك أي بشائر بالتحسن. وأشار هذا الشخص إلى أن الجميع خسروا مبرراً بأن نمو الهند عموماً لم يكن على مستوى التوقعات، وأضاف أن أكثر الخاسرين هم الأخوان المؤسسان ذاتهما. غير أن بعض المراقبين شكك في إلقاء اللوم على سوء الحظ وأرجعوا الأمر جزئياً إلى ما درجت إيسار على انتهاجه من خلط فترات التوسع الضخم بفشل في تسديد ديونها. وكانت ذراع صناعة الصلب في إيسار قد تخلفت عن سداد ديونها في أواخر تسعينيات القرن الماضي في وقت كان صافي الشركة ككل حوالي 938 مليار روبية (14 مليار دولار) في أواخر السنة المالية الماضية، وهو نتاج توسع سريع في عمليات تصنيع الصلب والكهرباء والمصافي طوال العقد الماضي. وقال أميت تاندون مدير خدمات استشارات الاستثمار المؤسسي، وهي شركة بحوث متمركزة في مومباي، إن خضوع الشركة لهيمنة أسرة واحدة من جهة، وسجل تعثرها في تسديد ديونها، كان لا بد أن يكون بمثابة إنذار للمستثمرين في اكتتاب أسهم الشركة عام 2010. جمعت إيسار آنذاك 1,2 مليار جنيه استرليني، وقدرت قيمة الشركة السوقية بنحو 5,4 مليار جنيه استرليني في أكبر إدراج بسوق الأسهم في لندن آنذاك في فترة سنتين. وقال تاندون: «وقعت الشركة في ورطة في منتصف تسعينيات القرن الماضي بسبب الديون، واستطاعت بالكاد حل تلك المشكلة، ولكنها سرعان ما دخلت في موجة ديون أخرى، وهي الآن في ورطة مجدداً». وأضاف تاندون: «إيسار شركة تريد الحفاظ على سيطرة أسرة على مقدراتها، وسمعة حوكمتها موضع شك، ذلك أن الأسرة لم تثبت أبداً أنها تهتم بمصالح مساهمي الأقلية أو المقرضين». هذا الوضع أثار الشكوك حول عملية إعادة شراء الأسهم التي اقترحتها إيسار. ذلك أن إيسار جلوبال فند ليمتد التي تعد مجموعة الاستثمار التي يديرها الأخوان رويا، قدمت مؤخراً عرضاً غير رسمي بإعادة شراء أسهم إيسار بسعر 70 بنساً للسهم، وأمامها الآن شهر واحد لتقديم عرض رسمي. وهذا قد يعني الحصول على تمويل استثماري جديد من شركاء، وهو ما يجب ضمانه حسب رأي المطلعين على هذه العملية. وقال أحد المصرفيين الملمين بهذا العرض: «شركة إيسار محملة فعلاً بالديون ولا أعتقد أن في مقدورها وحدها السير قدماً في ذلك العرض». وما عرف عن قدرة إيسار البالغة على المنافسة، يدفع آخرين إلى التشكك في دوافع الأخوين رويا، حيث راح أحد المساهمين يتهم الشركة مؤخراً بالانتهازية، من خلال شرائها الأسهم في أدنى مستوياتها قبل تحسن أحوال الشركة. وقال أحد المؤيدين لحسن نوايا إيسار، إن ذلك التشكك لا أساس له من الصحة وإن مقارنة إيسار بغيرها من الشركات المتأزمة ليس منصفاً. وأضاف: «أن إيسار سبق أن فعلت كل ما قالت إنها سوف تفعله، من بناء محطات كهرباء وتطوير مصافي نفط، ولكن الحكومة الهندية هي التي عرقلت تلك المشاريع»، حسب رأيه. وأثارت اتهامات سوء الحوكمة حفيظة براشنت رويا ابن شاشي رويا ورئيس تنفيذي الشركة الأم. ودافع براشنت عن سجل عائلته في مقابلة مع «فاينانشيال تايمز» العام الماضي، وأكد أن إيسار اينرجي انتهجت إدارة مهنية سليمة، وأتت بأعضاء مجلس إدارة مستقلين وذوي خبرة. وأشار إلى أن الانتقادات الموجهة للشركة تعتبر ضمن هجوم غير منصف على الكيانات الأجنبية المدرجة في أسواق المال بالمملكة المتحدة. عن «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©