كنا نسمع أحاديثهم وخطاباتهم وتصريحاتهم وتخرصاتهم وهم يمضغون الأفكار كما تفعل الهوام ويبشرون العالم بحضارة إسلامية جديدة منبثقة من صفحات القرآن والسُنّة، ولذلك فإن الكثيرين، استفاقوا على الصيحات المدوية والصرخات الهادرة فصاروا من التابعين الممسكين بطرف اللجام وبحماس لم يشهده عصر من قبل. أما بعد وما أن انكشف الغطاء عن القِدر الكاتم للصوت حتى ظهر الزبد وأصبحت التصريحات فقاعات تنطفئ لمجرد جلوس المزايدين على كراسي الحلم.. في مصر كان الأخوة الأعداء يفجرون الميكروفونات عويلاً وعواء وهم يتشدقون بمبادئ لم تخطر على بال بشر ويتنكرون لاتفاقيات كامب ديفيد ويمقتون التعامل مع البنك كمصرف ربوي، وما إلى ذلك من خطابات في ظاهرها بريق وفي باطنها حريق، وبعد أن تسلم محمد مرسي كرسي الرئاسة اختلف المشهد بل إن أول عهد قطعه تنظيمه على نفسه بعدم المساس بالاتفاقية المذكورة على اعتبار أنها اتفاقية دولية، ولا شأن للنظام الإخواني بها.. إذاً فنحن أمام لون من ألوان الربا السياسي والمراءاة، نحن أمام فئة لا تعرف للحق طريقاً ولا تفهم للحقيقة طريقة، هي في البدء تقوم على الوصولية والانتهازية، والتاريخ يمهل ولا يهمل وصفحاته زاخرة بالأمثلة ومن أهمها أن الإخوان المسلمين عندما شعروا بالخطر في عهد عبدالناصر لاذوا بالفرار إلى السعودية ووفرت لهم المملكة الأمن والسلام ولكن لما تمكن هؤلاء صاروا ينخرون في العظم وتسللوا في أدق المفاصل وأكثرها حساسية، حيث انتشروا في نخاع التعليم والإعلام وتوسعوا في مختلف الدوائر والمؤسسات ليس بغرض العيش أو خدمة البلد الذي استقبلهم وقدم كل ما يريدون وإنما لأجل التحكم في المشاعر والسطو على منجزات البلد وتحويلها إلى ثكنة إخوانية تأتمر بأوامر السيد حسن البنا ومن والاه، ومن لا يفهم الإسلام يتصور أن الحديث عنهم وحولهم هو مس بالدين، وهذا أمر لا نستغربه من الذين لم يفهموا الدين أساساً، ولكن ما يشعرنا بالأسى هو أن بعض المثقفين، لغاية في نفوسهم، انساقوا وراء هذا الزبد وتصوروا أنهم يقدمون للإسلام خدمة جليلة، وهذا هراء وافتراء.. وكل ما نتمناه أن يستوعب الدرس كل من يأوي ويستوعب ويداهن هذه الفئة لغايات خاصة ليس لها علاقة بالإسلام، أن يعي أنه سيؤكل في يوم، كما أكل الثور الأبيض، لأنه لا مجال لتصديق من يخلط الملح الأجاج بالعذِب الفرات، وأمثال مسيلمة كثر في هذه المرحلة الضبابية. Uae88999@gmail.com