الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شكاوى من ازدحام أقسام «الطوارئ».. والمستشفيات ترد: غالبية الحالات غير طارئة

شكاوى من ازدحام أقسام «الطوارئ».. والمستشفيات ترد: غالبية الحالات غير طارئة
20 مارس 2014 00:28
يرفع مراجعون ومرضى أصواتهم بالشكوى من عدم كفاية الكادر الطبي في أقسام الطوارئ بالمستشفيات، ما يجبرهم على الانتظار لفترات طويلة، وهو ما يزيد من معاناتهم ومرضهم، وهي شكوى يقر بها مسؤولو المستشفيات، لكنهم في الوقت ذاته يؤكدون أن معظم مراجعي الطوارئ تكون حالاتهم الصحية «غير طارئة». طالب عدد من مراجعي أقسام الطوارئ في المستشفيات بالشارقة بزيادة أعداد الكادر الطبي في تلك الأقسام، وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة على تلك الأقسام من المرضى ولعدم بقائهم في الانتظار لفترات كبيرة. وأكدت إدارات المستشفيات أن هناك أعداداً ليست بالقليلة من المراجعين لتلك الأقسام لا تستدعي حالتهم الصحية أقسام الطوارئ، بل هي مجرد صداع وآلام عادية لا تتطلب الحالات الطارئة. وقال محمد مال الله، من مواطني الشارقة، مراجع لقسم الطوارئ في مستشفى القاسمي بالشارقة، إنه حضر بصحبة زوجته لمراجعة القسم حيث كانت تشكو من وعكة صحية وصداع، وأنه وبمجرد دخوله للقسم قامت ممرضه بفحصها لقياس الضغط ونبضات القلب وأمرت بتحويلها لغرف داخلية لعرضها على الطبيب الموجود. وتابع أنه اضطر للانتظار لفترة قاربت نصف ساعة، وعندما كان يستفسر عن أسباب طول الانتظار كان الرد دائماً بأن هناك حالات كثيرة في القسم، والكادر الطبي من أطباء وممرضين محدود العدد، وأن الحالة الصحية لزوجته مستقرة وليس هناك داع للقلق. وطالب مال الله بزيادة أعداد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ، خصوصاً كون مستشفى القاسمي يقع في منطقة حيوية في الشارقة التي بدورها تعتبر نقطة مهمة للمتنقلين عبر إمارات الدولة. تحسن الخدمات وقال محمد عبدالله المدفع، من مواطني الشارقة، إن الأهالي ومواطني الإمارة يطمحون إلى أن تتحسن الخدمات الطبية التي تقدم في قسم الطوارئ في مستشفى القاسمي بصورة أكبر، وأن تكون وتيرة العمل والأداء أسرع مما هي عليه الآن، خصوصاً أن قسم الطوارئ في أي مستشفى يعتبر الواجهة للمكان ككل. وأفاد بأن على المعنيين الحرص على تزويد القسم بعدد أكبر من الأسرّة والأطباء والممرضين. وكذلك تحديث الأجهزة والتطوير والتوسعة بصورة مستمرة تتناسب مع الأعداد المتزايدة التي ترد إلى القسم تباعاً وفي جميع الأوقات، مشيراً إلى أن قسم الطوارئ بالمستشفى يمر بتطويرات وإصلاحات منذ فترة وهو أمر يتم بالتزامن مع استقبال الحالات المرضية، وهو ما لا يليق بالمكان. وأفاد مصطفى عبد المحسن، من ساكني مدينة الشارقة، بأن قسم الطوارئ في مستشفى الكويت بالإمارة كان يشهد فترات انتظار تزيد على الساعة، نظراً للأعداد المتزايدة من المراجعين للقسم، ومجانية استقبال الحالات، ما تطلب زيادة في أعداد الكادر المعني بسير العمل. وقال إنه، وخلال الفترات الماضية باتت مسألة تقدير الحالات الطارئة أمراً بيد الأطباء المعنيين، بينما يتم حالياً دفع مبلغ 200 درهم مع بعض الحالات المراجعة للقسم، وهو أمر لم يكن في السابق، وعليه فإن الأعداد المراجعة للطوارئ بدأت تتناقص بصورة كبيرة. زيادة التخصصات وأشار عبد الرحمن يعقوب، من مراجعي قسم الطوارئ في مستشفى الكويت بالشارقة، إلى أن القسم ينقصه العديد من التخصصات من أهمها الأطفال والنساء، وأنه وبمراجعه المكان مع ابنته المريضة (9 سنوات)، تم تحويلها لمستشفى القاسمي بالإمارة، لافتاً إلى أنه، وعندما ألمت به وعكة صحية، دفع مبلغ 200 درهم عند دخول قسم الطوارئ وهو أمر لم يكن في السابق. وطالب بزيادة أعداد الكادر الطبي في تلك الأقسام نظراً لأهمية عنصر الوقت في التعامل مع الحالات الطارئة فقد يكون المريض يعاني من آلام ومضاعفات قلبية قد تودي بحياته حال عدم التعامل معها بصورة سريعة. وأفادت زينب سالم محمد، ربة منزل تسكن في الشارقة، بأنها بقيت تراجع قسم الطوارئ في المستشفى بصورة مستمرة خلال الفترات الماضية بعد أن أصيبت بكسر بسيط نتيجة إصابة في المنزل، وقد قام الفريق الطبي المعني بإجراء اللازم إلا أنها فوجئت بطلب مصروفات منها لم يكن في مقدورها دفعها، باعتبار أنها حالة غير طارئة. وقالت إنها تحاول ومن خلال العلاقات العامة بالمستشفى تخفيض المبلغ عليها، مشيرة إلى ضرورة أن يتم تدارك أمر حالات الطوارئ وعدم تحملها نفقات علاج رأفة بحالتهم الصحية. وأكدت ضرورة أن يتم تزويد الطوارئ كذلك ببعض التخصصات، كالعيون على سبيل المثال، حيث لا يوجد في مستشفى الكويت تخصص عيون ولا يوجد طبيب دائم متخصص في المناظير، بل يتم استدعاؤه عند وجود حالات. حالات حرجة من جانبه، أكد الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي بالشارقة أن قسم الطوارئ في المستشفى على استعداد لاستقبال جميع الحالات الحرجة الطارئة على مدار 24 ساعة، كما أن المستشفى قام بعمل جدول للأطباء والكادر التمريضي والفني يتناسب وطبيعة العمل داخل القسم، وتمت أيضاً زيادة أعداد الأطباء والممرضين في القسم وفتح بعض العيادات الخارجية بعد مواعيدها المقررة لتحويل عدد من الحالات إليها للتقليل من ضغط المراجعين على الطوارئ. وأقر النورياني بعدم كفاية الكادر الطبي في قسم الطوارئ، حيث قال إن هناك ثمانية أطباء في قسم الطوارئ والحوادث وخمس ممرضات في كل وردية، وهو عدد قليل، مقارنة بأعداد المراجعين الذين يترددون على المكان والذي يصل عددهم بصورة يومية إلى 300 حالة، وأن الإدارة قامت الأيام الماضية بتخصيص طبيبين للأطفال وأمراض النساء للمناوبة المسائية في قسم الطوارئ وأنهما استطاعا التقليل من أعداد الحالات التي يقوم أطباء الطوارئ بفحصها. ولفت النورياني إلى أن الشواهد والأدلة أكدت أن غالبية الحالات التي تتردد على قسم الطوارئ لا تعتبر طارئة وأن أكثر من 90? من الحالات التي ترد للقسم في المستشفى لا تستدعي حالتها الصحية دخول الطوارئ بل تعتبر بسيطة وتغادر المكان في الحال. وأوضح أن مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والخاصة بإنشاء مستشفى متخصص بحالات الطوارئ والحوادث في منطقة الفلاح بالشارقة يكون على أحدث المستويات الطبية وتخدم شريحة كبيرة من مرتادي طرق الإمارات والعابر والذيد، ستقلل كثيراً من الضغوط الموجودة على المستشفيات في استقبال حالات الطوارئ، حيث تقدر التكلفة المالية الإجمالية للمستشفى الجديد 650 مليون درهم وبسعة تصل إلى 200 سرير. صيانة «طوارئ القاسمي» بتكلفة 6 ملايين درهم قال عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي بالشارقة إن قسم الطوارئ بالمستشفى يمر حالياً بعملية صيانة، بجانب عدد من الأقسام بالمستشفى تقوم بها وزارة الأشغال العامة وبتكلفة تصل إلى 6 ملايين درهم، حيث شارفت على الانتهاء منها، وأن الإدارة عملت جاهدة خلال فترة الإصلاحات والتجهيزات على أن يسير العمل بالصورة العادية وألا تتأثر بالخدمات التي تقدم للمرضى سواء المنومين في المستشفى أو المترددين عليها. وتابع أن عملية الصيانة تمت على ثلاث مراحل، كل واحدة منها استغرقت قرابة شهر، وأن إدارة المستشفى قامت بالتنسيق مع وزارة الأشغال على التسريع في إنجاز العمل لما فيه من الصالح العام للمستشفى وراحة المرضى، خصوصاً أن الأقسام التي تشهد إصلاحات تعتبر حيوية جداً في المستشفى وأنها باتت في حاجة للتطوير والتحديث خاصة أنها مر عليها سنوات طوال منذ تأسيس المستشفى. 43 طبيباً وممرضاً في قسم الطوارئ بمستشفى الكويت أكدت إدارة مستشفى الكويت بالشارقة أن قسم الطوارئ استقبل وخلال العام الماضي 63 ألفاً و360 حالة، وهو رقم كبير جداً، حيث يصل المتوسط الشهري لأكثر من 5000 حالة، وبصورة يومية تقارب 180 حالة. وأشارت إلى أن القسم يضم 31 ممرضة و12 طبيب حوادث يتم توزيعهم على 3 ورديات ويحاولون من خلال آلية العمل المقررة تنسيق العمل والتسريع من الإجراءات التي تتم بشأن المرضى وقلة أوقات انتظار الحالات، لافتة إلى أن الأسعار التي يتم تحصيلها من قبل الحالات هي أسعار مقرة من قبل الوزارة، كما وأن الأطباء المعنيين يملكون تقدير الحالات ما إذا كانت طارئة من عدمه وبالتالي تقدم الخدمة العلاجية للحالات الطارئة بصورة مجانية بشكل كامل. ولفتت إدارة المستشفى إلى أنه يتم تحويل حالات الأطفال لمستشفى القاسمي بالإمارة لتخصصها في حالات الأطفال، كما أنه يتم استدعاء طبيب المناظير بصورة مستعجلة للمستشفى وقت الحاجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©