لم يكن فوز الفريق العيناوي بلقب النسخة الأولى لكأس الصداقة الإماراتية المغربية هو كل ما خرج به من لقائه مع فريق الوداد على أرضه وبين جماهيره بالدار البيضاء. ولم يكن فوزه بجائزة البطولة، وقيمتها 700 ألف دولار أميركي، هو كل ما سعى (الزعيم) لتحقيقه في أول تطبيق لاتفاقية التوأمة، بل كانت المباراة فرصة سانحة للاطمئنان على جاهزية الفريق قبل انطلاق الموسم الكروي الحافل كالمعتاد بالتحديات العيناوية، محلياً وقارياً. كما نجح العيناوية الفرصة في تحويل المباراة إلى مناسبة لتجسيد كل معاني الوفاء بتكريم نجوم الكرة المغربية الذين أثروا المسيرة العيناوية، بداية من أحمد نجاح أول مدرب يقود العين إلى منصة التتويج، مرورا بنخبة من اللاعبين المميزين في مقدمتهم رشيد الداوودي وسفيان العلودي. وبرغم أن الفوز بلقب النسخة الأولى تحقق عن طريق ركلات الجزاء الترجيحية، إلا أن الفوز في حد ذاته على فريق بحجم الوداد، وعلى ملعبه وبين جماهيره، يعد مكسباً معنوياً مهماً، لاسيما أن الفريقين أنهيا معسكريهما الأوروبيين دون أن يحققا فوزاً واحداً، ومن حق العيناوية أن يعتبروا ذلك الفوز بمثابة (فتح شهية) قبل مباراة السوبر الإماراتية، حيث لقاء (العميد النصراوي) بطل الكأس. وأعادت بطولة الصداقة الإماراتية المغربية إلى الأذهان الحديث عن سر إطلاق اسم الوداد على النادي المغربي العريق، فعندما تأسس النادي عام 1939 احتار مجلس إدارته في اختيار الاسم المناسب للنادي، وبينما كان الأعضاء يفاضلون بين أكثر من اسم، دخل أحد الأعضاء متأخراً إلى الاجتماع، وعندما سألوه عن سبب تأخره قال لهم أنه كان مشغولاً بمتابعة فيلم (وداد) لأم كلثوم، فاقترح عدد من الأعضاء إطلاق اسم (وداد) على النادي، خاصة أن زغرودة انطلقت من أحد المنازل المجاورة في نفس لحظة مناقشة الأعضاء لمقترح إطلاق اسم (وداد) على النادي فاعتبروا ذلك فأل خير، فاعتمدوا الاسم ولم يقرنوه بكلمة البيضاوي، من منطلق أن جماهيرية الوداد تتجاوز حدود الدار البيضاء بكثير. ××× أن تكسب فريقا بحجم الوداد، خارج ملعبك، ثقافة مهمة قبل خوض غمار الاستحقاق القاري، بشرط أن تستثمر التجربة لتصحيح أخطائك ومعالجة سلبياتك.