الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقات تونس والإمارات نحو نقلة نوعية

علاقات تونس والإمارات نحو نقلة نوعية
19 مارس 2014 13:08
أعرب دولة مهدي جمعة رئيس وزراء تونس عن سعادته بما لقي من تفهم من لدن قيادة دولة الإمارات العربية للأوضاع في بلاده، وما أبدته من حرص على الدفع بالتعاون الثنائي بين البلدين للوصول بها إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية. وقال في حوار مع «الاتحاد» في ختام جولته الخليجية التي استهلها بزيارة الإمارات، إن المرحلة المقبلة ستشهد اجتماعات على المستوى الثنائي، ومستوى اللجان لتحديد الخطوات العملية وآليات تفعيل التعاون. وجدد التزام بلاده بتذليل كل العوائق وتسريع الإجراءات للاستثمارات والمستثمرين الإماراتيين. وأكد جمعة أن جولته تعد تأكيدا لانتماء تونس لمحيطها العربي، وشدد في الوقت ذاته على تعزيز الأوضاع الأمنية في تونس انطلاقا من قناعته بأن لا تنمية ولا استثمارات من دون أمن. وأكد جمعة التزام بلاده بدحر الإرهاب الذي قال إنه لا مستقبل له في تونس، مشيرا إلى أن الشعب التونسي وجميع القوى المجتمعية موحدة ضد الإرهاب العابر للقارات، وأن «كل من يريد تغيير نمط المجتمع مصيره الفشل». وفيما يتعلق بليبيا قال رئيس الوزراء التونسي إن بلاده تعمل على حل كل الإشكاليات العالقة. وأقامت منطقة عازلة على الحدود، وكثفت التنسيق بين مختلف القوات الأمنية والعسكرية التونسية ونظيراتها الليبية لأجل تحسين التعاون الأمني ومقاومة الإرهاب. وأكد جمعة تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي رغم الصعوبات التي تواجه هذا التكتل الإقليمي، منوها بعلاقات تونس التي وصفها بالجيدة مع كل الدول المغاربية. وجدد موقف تونس من قضية مكافحة الهجرة السرية التي قال إنها يجب أن تكون ضمن اتفاق شامل مع أوروبا حول تنقل الأشخاص والتنمية، وليس مجرد مقاربة أمنية، مشيرا لجهود بلاده في هذا الإطار مع الجانب الأوروبي. وفيما يلي نص الحوار: الارتقاء بالعلاقات كانت لكم محادثات بناءة مع قيادة الإمارات، كيف تنظرون لنتائجها على صعيد تعزيز الروابط بين البلدين الشقيقين، وفي دعم مسار التنمية والاستقرار في بلادكم، وعلى آفاق الاستثمارات الإماراتية في الشقيقة تونس؟ لا يسعني في البداية إلا التعبير عن سعادتي بالاستقبال الحار والأخوي من قادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ووجدت تفهما للأوضاع في تونس، واستعداداً من جانب الإمارات لدفع كل أشكال التعاون الاقتصادي والاستثماري، والدفع باتجاه المزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية والوصول بها إلى مستوى علاقات استراتيجية. ومن جانبنا، عبرنا عن كل الترحيب بالإخوة الإماراتيين في تونس سواء للاستثمار أو للسياحة، ويمكنني القول بكل ثقة واطمئنان إن العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين سيشهدان في الفترة القادمة نقلة نوعية، وقريبا اجتماعات على المستوى الثنائي، ومستوى اللجان لتحديد الخطوات العملية وآليات التفعيل. وخلال زيارتي التقيت عددا من كبار المستثمرين الإماراتيين، الذين لديهم مشاريع ببلادنا أو الراغبين في الاستثمار فيها، وتم الاتفاق على تذليل كل العوائق في إطار احترام القانون وتسريع في الإجراءات حتى تنطلق المشاريع المتقدمة في الدراسات أو الإعداد في الإنجاز. وللإشارة فقد استقبلت كلا من السيد عبدالرحمن بوخاطر رئيس مجموعة بوخاطر صاحب المشروع الاستثماري الضخم المدينة الرياضية بتونس بالشراكة مع المجموعة الاستثمارية التونسية البياحي، وهو مؤشر على أن تطوير الاستثمار يمكن أن يكون بالشراكة بين الجانبين. كما استقبلت السيد سعيد بن بطي، والشيخ عبدالله آل ثان، والسيد سلطان أحمد بن سليم عن مجموعة موانئ دبي العالمية. وفي زيارتي للشقيقة الإمارات ودول الخليج عموما اصطحبت ضمن الوفد مجموعة من رجال الأعمال تتقدمهم رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية السيدة وداد بوشماوي، وذلك يعكس توجهنا أن تطوير العلاقات الاقتصادية ينبغي أن يكون بالشراكة والمبادرة وبخدمة المصالح المشتركة. ترتيب البيت التونسي ما طبيعة جولتكم الخليجية، التي يرى بعض المراقبين أنها سبقت في أولويتها ترتيب البيت الداخلي التونسي؟ بعد أن بادرنا منذ تولينا مهامنا بزيارة الجارتين الشقيقتين الجزائر والمغرب تأكيدا على عمقنا المغاربي والعربي، توجهنا ضمن هذه الجولة إلى الإخوة في تأكيد على عمقنا العربي، وتعبيرا منا على أهمية الروابط التاريخية والحضارية والثقافية. ونريد الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى استراتيجي، ووجدنا ترحابا من الإخوة الإماراتيين. ولا يوجد أي تضارب في الأولويات، فسياستنا الخارجية يتم رسمها بالتنسيق التام مع سيادة رئيس الجمهورية السيد محمد المنصف المرزوقي، ونحن نعمل على إنجاح الدبلوماسية الاقتصادية بما يخدم سياستنا الاقتصادية والتنموية الداخلية ويخدم الأطراف المقابلة طبعا. الاستقرار الأمني أولوية خلال الفترة الماضية حاولت رموز التطرف والإرهاب الهيمنة على المشهد السياسي في تونس، بلد الحريات والانفتاح والتسامح، هل تعتقدون أن المقاربة السياسية الجارية قد نجحت في احتواء تلك الأصوات والرموز وتعزيز الاستقرار؟ فيما يتعلق بموضوع الأمن عموما، والإرهاب خصوصا، أؤكد أن الاستقرار الأمني يعتبر من أولى أولوياتي، لأنه لا تنمية، ولا استثمار ولا سياحة دون استقرار أمني، بل إن الاستقرار من شروط تنظيم وإنجاح الانتخابات. وقد شهد الوضع الأمني تحسنا كبيرا، ولا مستقبل للإرهاب والإرهابيين، والشعب التونسي وجميع القوى المجتمعية موحدة ضد هذه الآفة العابرة للقارات، وكل من يريد تغيير نمط المجتمع مصيره الفشل. لقد حققنا نجاحات كبيرة، ولدينا عزم وتصميم وإرادة سياسية للقضاء على الإرهاب، مع التأكيد على ضرورة التعايش مع هذه الظاهرة التي سنهزمها. منطقة عازلة مع ليبيا تقوم السلطات التونسية بين فترة وأخرى بإغلاق منفذ رأس جدير على الحدود مع ليبيا، فإلى أي مدى تعتبرون الأوضاع في ليبيا مستقرة، ومستوى التعاون بين البلدين، خاصة لجهة صون التراب التونسي من وصول العناصر الإرهابية، وتحديدا ما يسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي؟ الكل يعلم الوضع الخاص الذي تمر به الشقيقة ليبيا خاصة على المستوى الأمني، ونحن نرجو لها الاستقرار السياسي والأمني. وتونس حريصة على أن يكون المعبر دائماً مفتوحاً بين الجارتين الشقيقتين، وهناك تنسيق بين الطرفين. فالجانب التونسي من المعبر دائم الجاهزية لعبور الأشخاص والسلع، ونحن نعمل على حل كل الإشكاليات. وعلى المستوى الأمني ومقاومة الإرهاب أقمنا منطقة عازلة على الحدود، وكثفنا التنسيق بين مختلف القوات الأمنية والعسكرية والديوانية التونسية علاوة على التنسيق مع الإخوة الليبيين. الاتحاد المغاربي كيف تنظرون لمحاولات إحياء الاتحاد المغاربي الذي أصبح البعض ينظر إليه ككيان في وضع جثة هامدة؟! البعد المغاربي راسخ وأساسي ليس في سياسة تونس الخارجية فقط، وإنما كذلك في وجدان كل التونسيين، ونحن نعرف أن الاتحاد المغاربي يعيش صعوبات للأسباب المعلومة، وتونس متمسكة بهذا الاتحاد، وعلاقاتها جيدة مع كل الدول المغاربية، والرئيس المرزوقي ما فتئ يؤكد إحياء الاتحاد رغم الصعوبات. الهجرة غير المشروعة قضية الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا من القضايا التي توثر في علاقاتكم مع الفضاء الأوروبي، إلى مدى أصبحت تسيطر تونس على هذا الملف بإحكام سيطرتها على المنافذ البحرية والمياه الإقليمية في وجه مهربي البشر؟ هناك تراجع في أعداد (الحارقين) أي المهاجرين سريا بفضل المجهودات الأمنية، وتحسن الوسائل والتجهيزات والتنسيق مع بلدان الضفة الشمالية للمتوسط. ونحن نؤمن بأن مقاومة الهجرة السرية لابد أن تكون ضمن مقاربة شاملة مع أوروبا حول تنقل الأشخاص والتنمية، وليس مجرد مقاربة أمنية، وهذا موقف تونس الذي نعمل عليه مع الجانب الأوروبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©