من الأسرار في «الجميلة» العربية أنه يتقارب حرفان في اللفظ وفي المعنى، ويلتبسان فربما وضع الناس أحدهما موضع الآخر: قالوا: «عُظْمُ الشَّيْء» أكثره، و«عَظْمُه» نفسه. و«كِبْرُ الشَّيْء» معظمه قال الله عزّ وجلّ: «والَّذي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لهُ عذابٌ عَظيم»، وقال قيس بن الخَطيم يذكر امرأةً: تَنامُ عنْ كِبْرِ شَأْنها فإذا قامَتْ رُوَيْداً تَكادُ تَنْغَرِفُ ويقال: «الوَلاءِ للكُبْر» وهو أكبر ولد الرجل من الذكور. و«الجُهْدُ» الطاقة، تقول «هذا جُهْدي» أي: طاقتي، و«الجَهْد» المشقة، تقول «فَعَلْتُ ذلكَ بِجَهْدٍ». وتقول «اجْهَدْ جَهْدَكْ». ومنهم من يجعل الجُهْدَ والجَهْدَ واحداً، ويحتج بقوله: «والَّذينَ لا يَجِدونَ إلا جُهْدَهُمْ» وقد قرئ جَهْدَهم. و«الكُرْه» المشقة، يقال: جِئْتُك على كُرْهٍ أي: على مشَقَّة، ويقال: «أقامَنِي على كَرْهٍ» إذا أكرهَكَ غيُرك عليه. ومنهم من يجعل الكُرْه والكَرْه واحداً. و«عُرْضُ الشَّيْء» إحدى نَواحيه، و«عَرْضُ الشَّيء» خلافُ طولهِ. و«رُبْض الشَّيْء» وَسَطه، و«رَبَضُه» نَواحيه، ومنه قيل: «رَبَض المَدينة». و«المَيْل» بسكون الياء- ما كان فعلاً، يقال: «مالَ عن الحَقِّ مَيْلاً» ، و«المَيَل» مفتوحُ الياء - ما كان خِلْقَةً، تقول: «في عُنُقِهِ مَيَلٌ». و«الغَبْن» في الشراء والبيع، و«الغَبَن» في الرأي، يقال «في رأيه غَبَن»، و«قَدْ غَبِنَ رَأيه»، كما يقال «سَفِهَ رَأْيَهُ». و«الحَمْل» حَمْل كل أنثى وكُلِّ شجرة؛ قال الله عزّ وجلّ: «حمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً» و«الحِمْلُ» ما كان على ظهر الإنسان. و«فُلان قَرْنُ فُلانٍ» إذا كان مثلَه في السِّن، و«قِرْنُه» إذا كان مثله في الشدة. و«عَدْل الشَّيء» بفتح العين- مثلُه، قال الله سبحانه وتعالى: «أو عَدْلُ ذلكَ صِياماً» و«عِدْلُ الشَّيء» بكسر العين - زِنَتُه. «الحَرْق» في الثوب وغيره من النار، و«الحَرَق» النارُ نَفْسُها، يقال: «في حَرَق الله»؛ «الحَرَق» في الثوب من الدَّقِّ. وديع عقل: لغةٌ يهون على بنيها أن يـــروا يـــــوم القيامة قبل يوم هوانها الخافقان فدىً لها وكلاهمـــا هرِ ما عليها وهي في ريعانها هيهات يخلقها الزمان فإنها لغة الملائك في ظلال جنانها لغة تدور على لها جبريلها ألفــــاظها وعلى لها رضوانها لغة الطبيعة فالطبيعة أمهــا لم يرب غير الضاد في أحضانها محكية عن طيرها وسباعهـــا وسحابها ورياحها ودجانها