لا يمكن حين تسترجع شريط الذكريات لكل الأحداث الرياضية المرتبطة بالوطن إلا وتكون من خلالها أبوظبي الرياضية حاضرة في ذهنك، تتسلل إلى قلبك دون أن تدري تحول المناسبة من نصر رياضي إلى يوم وطني، تقدم بعدستها الحدث كقصة بطولية ترويها كاميراتهم بلمسة خاصة، فهي ليست مرآة تكتفي بنقل الحدث وعكس الصورة، بل هي هالة إعلامية ترفض أن تتواجد بأنماط تقليدية؛ فتقدم في كل مرة لوناً مختلفاً وفكرة مبتكرة، فهي أبوظبي الرياضية التي قدمت برنامج الأسطورة دييجو بصوت علي سعيد الكعبي في أول استعراض عالمي لمهاراتها في فيلم وثائقي من إنتاجها، وهي أبوظبي الرياضية التي قدمت ستديوهات سالو ساندوني لكأس العالم 1998 وهي أبوظبي الرياضية التي حولت الأنظار بطريقتها إلى الدوري الإيطالي حين امتلكت حقوقه مع بداية القرن الجديد، وتذكروا من بعدها كل مناسبة ذات مشاعر جياشة تمر على أهل الرياضة.. فهل نسينا الدمعة الشهيرة بعد فوز العين بدوري أبطال آسيا، وكلمة قادته التي أعادت إثراء المنافسة محلياً من جديد؟ وهل نسينا كيف تحول الفوز بكأس الخليج في البحرين إلى ذكرى خاصة ارتبط بها الجميع بفضل ما قدمته القناة لأهل المنطقة في هذه البطولة بالذات؟ ولا تنسوا كيف كان الدوري الإنجليزي حين استحوذت على تغطيته قبل أعوام قصيرة ماضية، وكيف أصبحت التغطية اليوم بعد أن رحلت لبعض المحتكرين، ولا يمكن أن نتجاهل دورها في وصول الأبيض إلى أولمبياد لندن ومن بعدها تغطيتها غير العادية في بلاد الضباب. ومنذ قرار تأسيسها نهاية القرن الماضي إلى اليوم مرَّ على هذه القناة الكثير من المحطات، ومع اقترابنا من انطلاقة الموسم الكروي في أوروبا ستظهر أبوظبي الرياضية كقناة عملاقة أمام الجميع، تنقل كأس السوبر الإيطالي من أقصى الشرق في الصين، وتتأهب بعدها للوصول إلى إسبانيا لنقل السوبر الخاص بين برشلونة واتلتيكو بلباو، وستبدأ من سبتمبر نقل الخطوات الأخيرة لتصفيات كأس أوروبا والتي حولتها القناة من مباريات عشوائية إلى مناسبة خاصة نشاهد من خلالها التصفيات بطريقة مختلفة. ما تشاهدونه أمامكم ليس عمل مذيع وكاميرا تحمل على الكتف بل هي جهود رجال، ولا يمكن، حين تذكر اسم القناة، أن تتجاهل عمالقتها خلف شاشاتها من أمثال خليل الصفار رئيس العمليات والإنتاج الذي يقدم دروساً في تخصصه، بالإضافة إلى كوكبة رائعة من المخرجين وعلى رأسهم عبدالكريم شلبي وأسامة هويدي وسعيد داوود بالإضافة إلى عبدالله البلوشي ومحمد المجيني في الإنتاج ومجموعة مبدعة في الإعداد من أمثال الزملاء عمر جمعة وعلي الهاجري وحمدي زميط وشريف علاء.. وغيرهم. كلمة أخيرة لو سألوني يوماً: في أية جامعة تخرجت؟ سأقولها بكل فخر: في أبوظبي الرياضية؛ فهي مدرستي الحقيقية وحبيبتي الأولى.