رغم أنها منا ونحن منها فإن الكتابة عن أبوظبي الرياضية ليست بالمهمة السهلة لعدة اعتبارات؛ أهمها أننا كيان واحد، وشهادتنا فيها مجروحة، ولكن عندما تجد نفسك أمام عمل باهر وإرهاصات نجاح تلوح وتطور فريد ومذهل.. عندما تجدها وقد انتقت من بستان الرياضة ما يعجز عنه غيرها.. عندما تتحول تلك النافذة على الإمارات والعالم إلى أفق يتسع لكل أمانيك ويتجاوزها عندها لا بد أن تفرح وأن تفخر وأن تكتب مباهياً بصرح لست فقط تنتمي إليه، وإنما ينتمي إليك ويعمل وفق رسالة استمدها منك ومن نهج وتوجه وحضارة هذا البلد. اليوم.. تبدأ أبوظبي الرياضية دورتها البرامجية الجديدة والدسمة، وقد استعدت لمشاهديها بكأس إيطاليا ونهائي كأس إسبانيا والسوبر هنا وهناك وحقوق المنتخب الإسباني وتصفيات كأس العالم وبطولة أوروبا بكل المنتخبات المشاركة.. هذا إضافة إلى بطولة ويمبلدون للتنس وبطولة العالم لألعاب القوى وبطولة آسيا للجودو ونقل فاعليات دورة الألعاب الأولمبية في ريودي جانيرو بالبرازيل، ومحلياً أبقت على الأجمل والأحلى وأضافت إليه وسيكون دوري الخليج العربي على قنواتها، كما سيكون للألعاب الأخرى حضورها فاعليات وبرامج وأفلام وثائقية. هناك الكثير والكثير مما استعدت به أبوظبي الرياضية لموسم بلا شك سيكون موسمها.. ليس لأنها منا ولكن لأنها تعمل بواقعية وتدرك حجم التحدي وطبيعة الصراع المطلوب والشرس بينها وبين النوافذ الإعلامية الأخرى.. ولذا انطلقت في كل صوب.. تجمع باقة أعتقد أنها لن تكون لدى سواها، ولعل تعاقدها على نقل دوريات عربية يؤشر إلى منطقة السيادة المرجوة وهي المنطقة العربية بأسرها. بالطبع يتزامن كل ذلك مع طفرة عمت أرجاء أبوظبي للإعلام.. قادها باقتدار ووعي وحس وطني وعربي محمد إبراهيم المحمود رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب الذي اعتدت من خلال التعامل معه في عدة مواقع أن الحلم هو البداية لأنه لا يوجد مستحيل والأحلام وجدت لكي نحققها، ومنذ أن اضطلع بالمهمة توالت الإنجازات ودارت عجلة التطوير في الاتحاد وفي تليفزيون أبوظبي وقناة الإمارات وزف إلينا حلماً داعب الوجدان فجسّده واقعاً عبر قناة ياس القادمة من تاريخنا وإرثنا ترتدي أبهى ثوب، ناهيك أيضاً عن مشروع وطني ممثل في قناة ماجد الذي تم الإعلان عنه مؤخراً وسيرى النور قريباً. كل الشكر للمحمود الذي ينطلق في رؤاه من رسالة إماراتية صرفة تقوم على المحبة والسلام واحترام الآخر، وخالص الأمنيات بالتوفيق لنجم الإعلام الرياضي العربي الصديق يعقوب السعدي رئيس قنوات أبوظبي الرياضية، والذي تولى المهمة هو الآخر في لحظة فارقة واكب فيها التطور وسانده وشارك فيه. كلمة أخيرة النجاح سلعة غالية لأن ثمنها الرئيسي ليس المال وإنما الإخلاص والإرادة.