إذا كان البعض يحرص على أن يربط بين حسن حمدي وبين القضايا المرفوعة عليه فيما يتعلق بالتجاوزات داخل وكالة الأهرام للإعلان، فإنه من منظور رياضي بحت يمكن القول إن حسن حمدي يعتبر أنجح رئيس ناد في تاريخ الكرة المصرية. ولا أدل على ذلك من كم البطولات والألقاب التي حصدها النادي الأهلي المصري تحت قيادة حسن حمدي الذي أعلن اعتزاله العمل الرياضي بعد 42 سنة خدمة في القلعة الحمراء، حيث تدرج حسن حمدي من لاعب متميز شكل مع الدكتور سمير حسن ثنائياً رائعاً في قلب الدفاع الأهلاوي، قبل أن يتحمل مسؤولية إدارة الكرة في الفريق الأهلاوي، ثم تحوّل لمنصب أمين الصندوق الأهلاوي، ثم أصبح نائباً لرئيس النادي في عهد الكابتن صالح سليم، ثم رئيساً للنادي الذي حقق تحت قيادته إنجازات غير مسبوقة محلياً وقارياً ودولياً، حيث فاز بالمركز الثالث في مونديال الأندية باليابان عام 2006. ولأن الأهلي، في عهد حسن حمدي، رفع شعار التحدي، فقد حقق في عام الأحزان، وهو عام 2012 الذي شهد كارثة بورسعيد التي راح ضحيتها 72 مشجعاً أهلاوياً، إنجازاً مهماً بالفوز باللقب الإفريقي الذي أعاده إلى أجواء مونديال الأندية مرة أخرى، قبل أن يحتفظ في العام التالي باللقب وأضاف إليه لقب بطولة أفريقيا لكرة اليد، لتجمع القلعة الحمراء المجد من طرفيه. ومن حق حسن حمدي أن يفخر أن الأهلي في عهده بات أكثر أندية العالم حصداً للبطولات على المستوى الخارجي متفوقاً في ذلك على ميلان الإيطالي وبوكا جونيورز الأرجنتيني (19 بطولة للأهلي و18 لميلان وبوكا)، مما منح للأهلي الحق في تنظيم احتفالية تاريخية يوم 26 مارس الجاري بهذه المناسبة. وحتى يكون تقييمنا موضوعياً لابد من الإشارة إلى أن رئاسة حسن حمدي لوكالة الأهرام للإعلان في نفس فترة رئاسته مجلس إدارة الأهلي خدمت القلعة الحمراء كثيراً، وهي العلاقة التي وفرت ملايين الجنيهات للأهلي وأعانته على إبرام العديد من الصفقات المهمة مع أبرز نجوم الكرة المصرية، فيما عرف بعملية تفريغ الأندية المنافسة من نجومها، كما أن تلك الوضعية وفرت العديد من العقود الإعلانية لنجوم الأهلي، مما جعل نجوم الأندية الأخرى ينظرون إلى النادي الأهلي باعتباره (فوق الجميع)، أو بمعنى آخر (الجنة الموعودة)! ومهما اختلفت الآراء في تقييم تجربة حسن حمدي، إلا أنها تتفق في نهاية المطاف على أنه دخل تاريخ القلعة الحمراء من أوسع أبوابها. غريب أمر أهلي دبي الذي يمضي واثق الخطوة نحو الفوز بلقب بطولة الدوري، بينما يتعثر آسيوياً، فالفريق فرّط في فوز كان في متناول اليد أمام الهلال السعودي، قبل أن يعاني الأمرين حتى يتعادل مع السد. ولم يعد أمام (الفرسان) إلا أن يعضوا على كل نقطة بالنواجذ، إذا أرادوا أن يستمروا في البطولة، وبغير ذلك سيتولد انطباع بأن نجوم الفانلة الحمراء محليون بامتياز! Essameldin_salem@hotmail.com