مجموعة إرهابية تحلم بعالم تسوده غابة التوحش والانقضاض على الإنسانية بأنياب العدوانية والكراهية وتكفير الناس وتهجير العقل إلى مناطق قاحلة والاستيلاء على الضمير بمخالب الضمير الغائب.. اعتناق فكر الإقصاء وإلغاء القيم مسألة تحتاج إلى تأمل من قبل ذوي العلم وفقهاء الفلسفة، فما من شك أن هناك عقدة ما تحرك هذه الألسنة النارية، لتحرق الأخضر والأصفر ومن دون استثناء، وما يحدث في العالم من دمار شبيه أو بالأحرى صورة طبق الأصل لتلك الأفكار التي تحملها مجموعة «شباب المنارة» الإرهابية، هذه المجموعة التي أنارت أفكارها بمصابيح مطفأة أو تالفة، ودخلت تحت جنح الظلام من النوافذ الخلفية، لكي تنفذ أعمالاً إجرامية يندى لها جبين الإنسانية، فهي أولاً لا تمت لقيم وعادات ومبادئ أهل الإمارات، ثانياً أنها مجموعة أخذت على عاتقها تدمير الثوابت وتهشيم زجاجات الأحلام الوردية التي يعيشها أبناء الوطن وتحويل البيت إلى عش الدبابير.. مجموعة انتهجت مبدأ تحطيم المبنى لتبقى الأرض بطحاء لا تصلح إلا لحياة الكهوف وجحور الثعابين، لهذا فإن الوعي مطلوب والحاجة ماسة بأن يضع الناس أرواحهم على أكفّهم لمحاربة هذه الظاهرة الخطيرة لأنه ما من شك أن الثقافة أولاً وقبل كل شيء، فهي المصدر وهي الأسلاك الشائكة التي تمنع دخول مثل هذه الكائنات السائبة إلى مزارع الخير وحقول الازدهار. وعي الناس بأهمية مجابهة الأفكار الضالة بفكر واقعي لا يسرف في الخيال ولا يغرف إلا من معين بيئة الوطن ومعطياته المزدهرة بأجمل المعاني وأزهى الدلالات التي تصفع كل من يفكر في الإخلال بأمن البلد أو المساس بالقيم أو خدش اللوحة الوطنية الرائعة.. نقول الوعي أولاً ولا تتسع حدقة الوعي إلا بثقافة ملونة بالحياة، مزخرفة بثوابت تزخر بما يقنع ويزهق الأباطيل التي يسوقها من اجتهد لكي يلوث البيئة الثقافية بمضادات حيوية فاسدة وفاقدة الصلاحية لا يعتنقها إلا من تمادت ذاكرته باستقطاب الكوابيس والأحلام السوداوية المفزعة والتأويلات المفرغة من معانيها المنطقية والجنوح عن تعاليم الدين الحنيف، ولا مجال للتريث أو استسهال ما يحدث، فمن فَقَدَ الضمير يستطيع أن يفعل كل شيء إلا الحب، ومن لا يحب كتلة جحيمية لا يمكن إطفاؤها إلا برشات الوعي المضادة لأورام الحقد والكراهية.. ولم يعد هناك مجال للخدع البصرية التي يسقطها هؤلاء على الناس ويعتنقون أفكار عبدالله بن ميمون القداح.