نظرية كل شيء أو بالإنجليزية «Theory of everything» واختصارها «TOE» هي معادلة الكون، وتعني الوصف الشامل للمادة في الفيزياء النظرية، والتي تطرح تفسيراً كاملاً للظواهر والمؤثرات الفيزيائية في نشوء الكون، كيف، ولماذا، ومتى، وزواله النهائي، وهي أيضاً عنوان لفيلم جميل يمكن أن يستهل به الواحد مطلع العام الجديد، بكثير من الأمل، والتفاؤل بالحياة، والشكر على النعم، فالفيلم تحفة فنية من حيث جمالية القصة والسيناريو، والتصوير، والإخراج، وأولها التمثيل، حيث جسد شخصية العالم الفيزيائي «ستيفن هو كينج»، الممثل «ايدي ريدماين»، وكان بارعاً لدرجة الإقناع والإبهار، وربما فاز بأحد جوائز الأوسكار، في حين قامت بدور الزوجة «جين» الممثلة «فيليسيتي جونز»، لكنها لم تضاه براعة البطل، ربما كان للإعاقة التي أتقن الممثل أداءها، صوتاً وحركة، وتعامله الحسي مع الأشياء من خلال الدماغ والعينين فقط، لأن بقية الجسد حطام. الفيلم سيرة ذاتية لهذا العالم الذي تحدى كل شيء، من أجل أن يصبح كل شيء، من إخراج «جيمس مارش»، وكتابة «انتوني مكارتن»، والقصة مستوحاة من مذكرات زوجته السابقة «جين وايلد هوكينج»، «السفر إلى اللا نهاية» (Travelling To Infinity)، والذي يمثل قصة حياتهما لمدة 25 عاماً، وكيف قدرت أن تحتوي ذلك العالم الفيزيائي على كرسيه المدولب، وهو مريض بداء الاعتلال العصبي الحركي، وفقدان الصوت لاحقاً، وكيف وقفت لجانبه في بداية الحياة، حين حكم عليه الأطباء بالعيش فقط سنتين، ولصالح حبها له، جالدت الحياة حتى اشتهر، وأصبح معروفاً عالمياً، وأنجبت منه ولدين وبنتاً، قبل أن تدخل الممرضة حياته، فتكون تلك المرأة هي بمثابة كل شيء، وكل مفردات يومه تبدأ بها، وتنتهي معها، فهي التي تحلق له، وتحممه، وتقرأ له حتى المجلات الفاضحة، وتسافر معه، في حين زوجته تقبع في البداية في تربية أطفالها، وتتعب من حياة «ستيفن» شبه المملة، وتتجه بقلبها نحو مدرس الموسيقى في الكنيسة، والذي فقد زوجته، وكانت حياته فارغة قبل أن يدب في منزل «ستيفن» وزوجته وأولاده، ويظل يخدمهم بحب، لكن هذا الحب كانت تزكيه أحاسيس متبادلة بينه وبين الزوجة، وربما كان «ستيفن» على دراية بذلك الحب الخفي، خاصة أنه كفيزيائي يحلل كل شيء، وقد أبدى براعة لها في تفسيره لكثير من الأمور. كتب ستيفين هوكينج في كتابه «التاريخ الموجز للزمن» بأنه حتى ولو عرفنا نظرية كل شيء، فإنها ستكون مجموعة كبيرة من المعادلات الرياضية!