لا سبيل لإرضاء كل الناس.. تلك غاية لا يمكن إدراكها مطلقاً، وهي معادلة لا علاقة لها بالنجاح أو الفشل، بل إن أعداء الناجحين أكثر ووحدهم الفشلة الخاملون هم من لا أعداء لهم. وفي أي مضمار للنجومية ومنها الكرة، يدرك كل من ينتمي إليها أنه تحت المنظار لا سيما إن أخفق مثلما كانت الحال مع الإيطالي والتر زنجا المدرب السابق في دورينا الذي يقود سامبدوريا الإيطالي حالياً، وشهد خسارته مؤخراً أمام فوفودينا الصربي بأربعة أهداف دون رد في تصفيات الدوري الأوروبي. زنجا لم يجد طريقة لصد هجوم جماهير سامبدوريا سوى إغلاق حسابه على «تويتر»، الذي انهالت عليه الانتقادات والشتائم.. ولا ندري ماذا كان ينتظر زنجا بعد الرباعية.. بالطبع لم يكن يتوقع عبارات الثناء وباقات الزهور. زنجا الذي كان مشهوراً في دورينا بتصريحاته الشائكة ومواقفه الملتبسة واحتجابه أحياناً عن المؤتمرات الصحفية، وجد في بلاده من يتصدى له ويجبره على الاحتجاب عن «تويتر». وبعيداً عن ماضي زنجا معنا والذي خلف أثراً نفسياً لا يدفعنا للشماتة فيه، أعتقد أنه اتخذ القرار الصائب بإغلاق حسابه على «تويتر»، فأي معركة مع الجماهير خاسرة ليس لأنها دائماً على حق، ولكن لأنها لا تريد سوى ما يرضيها، وأعتقد أنه لا حجة لدى أي مدرب لتبرير رباعية نظيفة. ليست لدينا في دورينا إحصائيات دقيقة عن حسابات نجومنا ومدربينا على «تويتر» أو غيرها من حسابات الإعلام الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة غريبة.. إذ يتوافر لدينا عن نجوم الخارج ما لا يتوافر عن نجومنا، وأعتقد أن مرد ذلك يعود لطبائع نفسية تختلف هنا كثيراً عما هي عليه في الغرب، وأبرز مظاهرها أن الكثيرين هنا ينظرون للنقد باعتباره «شتيمة»، وبالتالي هم يسعون بكل الأشكال للظهور الآمن قدر المستطاع، وأعترف بأن إعلامنا يوفر لهم هذا الظهور؛ لأنه أيضاً إعلام يغالي في قواعده، ويبتعد كثيراً عن الخطوط الحمراء، وإن كان بإمكانه أن يلامسها. أخيراً.. إن كان من قاسم مشترك بيننا وبينهم.. يبقى في الجماهير.. هي ذاتها لا ترحم ولا يرضيها سوى أن تفرح.. وأعتقد أن هذا حقها. كلمة أخيرة الأولى قبل أن تضع القواعد للناس.. أن تلتزم بها.