إشادة المؤتمر السنوي الثامن لـ«دمج ذوي الإعاقة» بنجاح الإمارات في دمج ذوي الإعاقة ورعايتهم، والعناية بشأنهم وجعلهم جزءاً لا يتجزأ من المجتمع، لهو شهادة تقدير لمن يستحق التقدير، فالإمارات دولة كفنان تشكيلي يدمج الألوان في لون واحد، ليخرج إلى الحياة بصورة مثالية للجمال الإنساني وأناقة الخلق والإبداع ورشاقة الانتماء إلى الجنس البشري الذي كرمه الله على سائر خلقه.. مؤسسات الرعاية الاجتماعية في بلادنا تقوم بدور المصفد للمشاعر والمنضد لحواس الإنسان والممهد لطرق الحياة من أجل سعادة تفرش سجادتها في الصدور، وطموحات تحرك عجلاتها من غير عقبات أو مطبات، الإمارات دخلت القرن الواحد والعشرين بأحلام جذرها الانتماء وغصنها الوعي وأوراقها حب الحياة، حب الناس جميعاً، والاندماج في الكون البشري من دون قنوط أو سقوط في حفر التشتيت والتفتيت.. الإمارات أشرفت بوجه الحب منتمية إلى الذات الكونية، ذاهبة بالمعاني نحو فضاءات مزروعة بأشجار التعافي والتصافي والخلاص من عقدة الأنا.. الإمارات حققت لذوي الإعاقة. الأمنيات التي تليق بهم كأفراد من هذا النسيج الاجتماعي وسادت بهم في محيطات الأمل بتقديم كل ما يحتاجونه وتسخير كل ما يصبون إليه وتوفير أدوات النجاح ليستطيع كل فرد من هؤلاء أن يثبت وجوده، وأن يثق بقدراته وأن يكون منتجاً في مجتمع الإنتاج والإبداع.. واهتمام الإمارات بهذه الشريحة الطاهرة هو جزء من اهتمامها بالإنسان وتوجيه طاقاته نحو إيجابيات تحقق نجاحاً في الحياة، وترسخ واقعاً إنسانياً تنفرد به الإمارات دون سائر البلدان. فاليوم نجد أفراد هذه الشريحة يندمجون في مؤسسات العمل، ويشاركون إخوانهم في رفع شأن بلدهم ويمارسون حقهم في كسب لقمة العيش الشريفة والتعليم، ومباشرة الهوايات والنشاطات الرياضية والفنية من دون الإحساس بالعجز أو النكوص إلى مراحل القنوط.. أبناؤنا وأحباؤنا من ذوي الاحتياجات لا يشعرون اليوم بالفوارق لأن النتوءات التي كانت تعترضهم قد أزيحت وذابت ثلوجها وتلاشت همومها واختفت معضلاتها فأصبحت الحياة أمامهم مثل نهر جار يصب عذوبة في الوجدان ثم يمضي لغرس أشجاره المثمرة في كل مكان.. ومن يزور المؤسسات الراعية لهذه الشريحة يشعر بالفخر لما يراه ويحسه في المشهد الحضاري المرسوم في تلك المؤسسات والذي يطبع ألوانه الزاهية على الوجوه.