أن تخسر مباراة في بطولة، فهي ليست آخر المطاف، وأن تجد كل هذه الإشادة من عمالقة آسيا، فنيها وإدارييها، فهي شهادة بأنك الأقوى والأجدر عن غيرك في معترك كاس أمم آسيا.. فالجيوش المنتصرة في الحروب، تتلقى ضربات موجعة، ولكنها ليست قاتلة، وتواصل زحفها نحو الهدف، وتحقق المستحيل. ونتيجة لقائنا الأخير في المجموعة مع المنتخب الإيراني، رغم الخسارة غير المستحقة، لن تغير من وقفة الجميع خلف منتخب الانتصارات الذي ألف طريقه منذ ما يقرب من ثماني سنوات حققنا خلالها إنجازات، قلما حققها غيرنا وبطاقم فني مواطن، لم يألفه غيرنا، رغم تسيد بعضهم زعامة القارة في بعض فتراتها، ونحن أول من حقق ذلك منذ نعومة أظفار هذا الجيل الذهبي، عبر رحلة مليئة بالنجاحات بدءاً ببطولة آسيا للناشئين، والتأهل إلى الأولمبياد وفضية كرة القدم وانتهاءً ببطولة «خليجي 21». أنتم المنتخب الآسيوي الوحيد في البطولة، وفي لقاء إيران تحديداً الذي استحوذ على أكثر من 74% من اللقاء، وهي غير مألوفة مع منتخبات وفرق القارة التي لم تتجاوز نسبة الاستحواذ فيها 55%، ناهيك عن الانسجام التام بين أفرادك وخطوطك.. وهذا ما يشير إليه دائماً كل النقاد الرياضيين في تحليلاتهم لمجريات البطولة، أثناء تناولهم لمنتخبنا مقارنة بغيره من المنتخبات المشاركة في البطولة. لا نريد أن نبالي بما يقوله الآخرون عن خسارتنا؛ لأن بعضهم غير منصف، وفئة منهم مغرضة، وقلة منهم حاقدة على نجاحاتكم، وهذه ظاهرة كما هي آفة، فلا نتعثر بما يقال بل نجمعه، ونبني منه طريقنا نحو المجد لأنكم أبناء الإمارات المبدعين والمميزين، وتدركون الإبداع والتميز حق المعرفة، لأنكم تربيتم على نهجه وغرسه، فيكم قادتنا الملهمين الذين يقودون مسيرة الإبداع والتميز في مختلف الميادين. وعلينا أن ندرك بأن مقارعة الكبار لا ترهبنا، لأننا في مربع الكبار، ومن لا يحب صعود الصعاب، يعش أبد الدهر بين الحفر، وكل المنتخبات المؤهلة تملك رصيداً كبيراً من ذلك، ونحن لا نقل عن أي منها، لأننا ألفناها وعاهدنا أنفسنا عليها.. ولندخل دور الربع نهائي بالقوة نفسها والثبات، وأي يكون خصمنا، لأن هدفنا الذهاب بعيداً نحو البطولة، ومنتخبات شرق القارة ليست بـ «البعبع» التذي لا يقارع ومشاهداتنا لها في دور المجموعات، أكدت لنا ذلك رغم الاختلاف الذي سيظهر على البعض، ونحن واحداً منهم.. فلنرمي خسارة الدقائق الأخيرة خلف ظهورنا، ونعد العدة للقاء ربع النهائي.