لا تفرح كثيراً فكرة القدم تخبئ لك خبراً سيئاً بعد ذلك..لا تبالغ في التباهي بنفسك فاللعبة التي تجعلك في القمة.. تقوم هي نفسها بإيقاعك في الأرض بعدها.. انظروا حواليكم وتأكدوا. المثال الأول هو جمال بلماضي ركب الطائرة إلى أستراليا وهو بطل الأبطال في قطر .. الجميع كان متفائلا به في الدوحة.. والروح بفضل اللمسة التي قدمها للاعبين كانت عالية، فتوعد القطريون كل نظرائهم في البطولة وهددوا الجميع.. واعتقدوا لوهلة أن صدارتهم للمجموعة مسألة وقت فقط، ولكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً.. 3 هزائم، صفر من النقاط.. وسبعة أهداف دفعة واحدة في مرماهم.. آسيا كشفت المستور بالنسبة للكرة القطرية، وأعادت التشاؤم في الشارع هناك على الرغم من محاولة البعض التقليل من ذلك و«تغيير السالفة» عند فتح أي موضوع يتعلق بإخفاق منتخبهم. المثال الثاني ينطبق تماما على كوزمين.. فالشارع السعودي تفاءل بهذا المدرب كثيراً، وظنوا أنه يملك مفتاح استعادة الأمجاد، تمسك به الجميع حين أراد التراجع واعتبروه رجل المرحلة الحرجة.. ولكن كوزمين لا يستطيع أن يحل مشاكل عميقة دخلت في جذور الكرة السعودية ولا يمكن علاجها بين يوم وليلة، فظهرت أصوات السعوديين التي تطالب باختيار مدرب آخر يبني المرحلة الجديدة.. أما كوزمين فقد أصبح بين أسبوع وآخر مدربا عاجزا عن حل لغز الكرة هناك. المثال الثالث ذهب بعيداً عن المدربين واتجه نحو اللاعبين، وفي مقدمتهم علي الحبسي الذي ظن العُمانيون أنه ولوحده قد يصنع الفارق لمنتخبهم فهو القائد وصاحب المركز الهام في الفريق ولكنه تلقى خمسة أهداف في أول مباراتين، مما جعل الجماهير تتأكد أن لاعبا واحدا لا يمكن أن يفعل شيئاً، حتى لو جاء من الدوري الإنجليزي . رابع الأمثلة ستذهب إلى بدر المطوع، عاد من إصابته وتعافى من كل آلامه وبات على أهبة الاستعداد للبطولة.. لتكتشف كل الجماهير الكويتية أن «بدران» لا يمكن أن يركض في الملعب أكثر من 30 دقيقة وفي مباراة كوريا الجنوبية ظهر النجم وهو منهك تماماً فخذلت لياقته كل الكويتيين. المثال الخامس هو منتخب الأردن الذي هدد الجميع بتاريخه الجديد وأنه قادر على هزيمة أي منتخب، لعب أول مباراة مع العراق فخسر فأدرك في قرارة نفسه أنه خرج.. ثابر نفسيا فقط في المباراة الأخيرة وظهر أمام اليابان بدون أن يسجل.. وكانت تصريحاتهم في الصحف أقوى وأفضل من مستواهم في الميدان. كلمة أخيرةإذا كنت في ميدان الرياضة وكرة القدم، لا تصدق نفسك ولا «تعيش الدور» إن وصلت إلى الأعلى، فالمحطة المقبلة هي السقوط على وجهك.