يا جماعة شو صار في الدنيا؟ لمَ هذا التسابق على القتل؟ وكأنه أمر عادي، «القرضاوي» في آخر أيامه السوداء، بدلاً من أن يقرض الله قرضاً حسناً، فيضاعفه له، نجده يفتي ويبيح تفجير النفس والآخرين، وملكة جمال البوسنة «سلوبودانكا توزيك»، والبالغة من العمر 29 ربيعاً، يقبض عليها، بسبب السرقة، وجرائم القتل المتعددة، معقول ذاك الملاك الرقيق يشرب من دم ضحاياه، ويتلذذ ببرودة جثث القتلى، الآن المرأة البوسنية من دون ما تكون ملكة جمال، هي آية في الجمال، فكيف وإن صارت ملكة له، فليس بعد الزود زود، ولا بعد العود قعود، فبدلاً من أن تستمتع تلك الحورية بشواطئ الشمس المذهبة، وتلهو مع أترابها وقريناتها، وتقضي عمرها الغض في العمل الدعائي، والعمل الفني الذي يمكن أن يدرّ عليها ما يجعلها متهنئة، ومرفهة في خريفها الذي لن يأتي مبكراً، الآن ترزح في السجن، وخلف القضبان، ليس بسبب أقدم مهنة في التاريخ، بل بسبب أقدم جريمة في التاريخ. لماذا امتهن الجميع القتل؟ وغدا من مفردات يومنا، قتل بدافع السرقة، وقتل بدافع الأطماع السياسية، وتصفية الخصوم، وقتل بدافع الرحمة، وقتل بدافع الثأر، وقتل بدافع العنصرية، وقتل بدافع الطائفية، وقتل بدافع الدين، وقتل بدافع الكراهية، وقتل بدافع القتل، تعدد القتل، والدم واحد، دم الإنسان الذي لم يعد مقدساً، وفي هذا الوقت الذي يعد رمادياً، لا تعرف المخطئ، لأنهم جميعاً يعتقدون بصواب رأيهم، ومشروعية فعلهم، حتى لتجد وزيراً للثقافة في العراق متهماً بالقتل، كيف يمكنه هذا أن ينشر الثقافة والفنون والآداب، ويتواصل حضارياً مع الآخرين، دون أن يتلمس جراب مسدسه؟ أو وزيراً يقاتل ضد بلاده، وفي صفوف إيران العدوة، ويرجع في زمن الردة، ويصبح وزيراً، وسياسياً ذا ثقل في العراق، كيف يمكنه أن يفرق بين مواطن، وعدو، بين من يريد أن ينصر البلد، وبين من يريد تدمير البلد؟ تعرفون متى يسكن الأرض الرماد، حين يتبادل الأضداد أدوارهم في الحياة، فتعلو فوق جثث الأسود كلاب، وحين يرتشي القاضي، ويحنث الطبيب بقسمه، ويتخلى المحامي عن وطنيته، ويتحول المدرس لتاجر، والحاكم لجائر، والمظلوم لا يجد لمظلمته إلا باب السماء، والظالم لا يجد من يردعه، ولو بأضعف الإيمان، حينها تتدخل السماء، إما برسالة تعيد ترتيب الفوضى، أو تقلب عاليها، سافلها، وتصبح رماداً في رماد، كـ«بومبي» الإيطالية، أو قرى قوم لوط، أو قرى قوم عاد وثمود.