الذي يعرف الإمارات وتاريخها القديم والحديث، يعرف أن هذه الديار الجميلة، هي منبع الحب والجمال والتسامح والعطاء الذي عم الدنيا وشمل المحتاجين للرعاية والحماية من عاديات الأيّام وحوادث الطبيعة وكوارثها.. أرض لا تعرف غير الحب والحرية الواسعة لكل الناس الذين يعيشون على أرضها، لا تفرقة ولا تمييز ولا طائفية ولا بغضاء بين الناس، وإن اختلفت أجناسهم ومذاهبهم ودياناتهم. الإمارات دائماً سبّاقة في غرس الحب والسلام والخير، أرض مفتوحة للجميع وراعية للجميع، كل يمارس حياته وطقوسه ودياناته بمطلق الحرية، لا تعرف الطائفية أو المذهبية ولا تفرق بين الناس انطلاقاً من ملة أو مذهب أو ديانة. مدنها مليئة بأجناس مختلفة المذاهب والديانات، تؤدي عباداتها وطقوسها بحرية مطلقة، حتى العبادات التي لا تنطلق من كتب مقدسة تحميها وتقدر أصحابها، من منطلق لكم دينكم ولي دين، وكونها بلاد حضارية وداراً للسلام، لم تتعرض لأي طائفة أو جماعة أو أفراد ما داموا يسيرون وفق القانون والنظام. بلاد الجمال والحب لا تنظر إلى صغائر الأمور، ولا تقف عند أفكار متحجرة ودعوات طائفية بغيضة، ظهرت مع الغربان التي تنعق ومع فئات متحجرة تزعم أنها تنوب عن الله في الأرض، تكفر هذا وتخرجه من الملة وتدخل جماعة النار وأخرى الجنّة، إن اختلفت معها في المذهب أو المعتقد، هذه الأزمنة العفنة التي برزت على سطحها كل دمامل وندب الأمراض، من تكفير وطائفية وعودة إلى أزمنة التخلف والتمسح بطقوس وعادات لا تتناسب أبداً مع الحضارة الإنسانية ولا تليق بحرية الفكر والعقل. فئات ومجموعات تحركها العمائم? التي تبث سمومها عبر بعض الفضائيات والكتب الصفراء، لهدم أوطانها وتخريب أرضها ومجتمعاتها المتجانسة والمتعايشة بروح الشعب الواحد والوطن الواحد الذي يحميه ويصونه الجميع. إن الإمارات دائماً سبّاقة في كل شيء بدءاً من حرية الناس في التفكير وانتهاء بالبناء والتعمير والتقدم في كافة المجالات انطلاقاً من روح الحب والعزة والجمال التي غرسها في أرضها أولئك المحبين الراحلين إلى الخلود عن أرض الحرية بعد أن شدوا أطنابها جيداً بحيث لا تؤثر فيها الغربان الزاعقة. إن صدور قانون عدم الكراهية والتمييز واحد من أجمل القرارات ورؤيا سبّاقة لكل الرؤى في الوطن العربي، على الرغم أن الإمارات ليست بحاجة له الآن بحكم أنها أرض الحرية المطلقة للعبادة، ولكن كان القانون سبّاقاً للأيام القادمة، وكم هو قانون رائع وجميل وحامي من عاديات الأيام.