لن تجد دولة تحتفي بماضيها، مثلما هي الإمارات .. لن تجد شعباً تواقاً إلى ذاكرته ويحن إلى الجذور مثلنا، والسبب ببساطة، أننا نتمسك به، ونراه زادنا في رحلة الحاضر الطامح إلى المستقبل.. السبب أن الله عز وجل حبانا بقيادة مخلصة، تسبقنا صوب الماضي وصوب التراث وصوب القيم الأصيلة التي توارثناها، وشكلت وجداننا عبر السنين. اليوم، ينطلق المهرجان الختامي لسباقات الهجن في الوثبة، حاملاً رسالة هذا الوطن إلى كل الدنيا، بأننا أمة تعتز بتراثها وبميراثها، وبالأوائل الذين مهدوا لنا الطريق لنصبح ما نحن عليه اليوم .. إنه الامتنان لمن ثابروا وصبروا، وحتى الامتنان لكل الكائنات التي شاركتهم رحلة العناء وتباشير الأمل، بما فيها الهجن، التي لم نتركها خلفنا في رحلة العبور إلى الحاضر الزاهي، لكنها بقيت بصحبتنا .. تنعم بما ننعم به، وترتدي ثوب الفخار، ولو كان لها لسان البشر، لقالت «شكراً». هذا زرع زايد الذي يرويه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، محبة وعطاء ودعماً بلا حدود .. هذا زرع زايد .. الذي يتفقده كل يوم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دون أن تشغله مهام سموه الجسام والمتشعبة في كل ميدان عن الاهتمام بكل ما ينتمي إلى ماضينا وتراثنا، ليظل حاضراً في قلب المشهد .. هذا زرع زايد الذي نقله سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة إلى القمة الحكومية، ليتحدث عن الهجن، وليؤكد قولاً وعملاً كيف أن الإمارات تحتفي بتراثها وتحمله معها في رحلة التطور والنماء.. إنه زرع زايد الذي يتعهده كل أبنائه حفظهم الله بالحب والرعاية. اليوم، ينطلق المهرجان الختامي، درة المهرجانات والسباقات في عالم الهجن، مستقبلاً عشاق الهجن بـ 284 سيارة، تنتظرهم عند خط النهاية للتحدي الكبير الذي يتضمن 314 شوطاً، ومع التحدي والسباقات والجوائز، هناك في الخلفية ما هو أعظم وأهم .. إنه الماضي الذي يحيط بنا، ممتناً لاستدعائه في هذا المشهد الآسر .. إنه اللقاء بين أبناء الإمارات، من توارثوا العفوية والصدق جيلاً بعد جيل، ولا أدل على عفويتهم من هذا الاحتفاء بالهجن الذي فاق كل وصف، وأصبح علامة مميزة لوفاء نادر بين الإنسان والبيئة التي تحيط به. من تابع الاستعدادات التي جرت على مدار الأيام والتي يقف عليها بنفسه، معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة رئيس اتحاد سباقات الهجن، يدرك أن المهرجان أعمق من كونه ساحة للتنافس .. إنه احتفاء بالماضي وإصرار نادر على أن يظل معنا، وأن يشاركنا فرحتنا بحاضرنا المبهج، ومستقبلنا الواعد بإذن الله. اليوم، يبدأ الحفل .. اليوم نكتب سطراً جديداً في كتاب نحمله بين الضلوع.. هو مفتوح على الدوام .. كتاب شامل تنتقل بين دفتيه من الماضي إلى الحاضر في سلاسة .. كتاب يخبرك عن الإمارات، وكيف أنها في كل العصور تسقي محبتها للجذور. كلمة أخيرة: أمة تحتفي بالماضي .. يتمناها المستقبل محمد البادع | mohamed.albade@admedia.ae