تابعت تقريراً مصوراً عن إحدى شركات الخدمات العقارية في مدينة هينان الصينية، تخصص فيه يوم عمل في كل شهر تطلق عليه «يوم الاسترخاء» يقرر الموظفون فيه اختيار نشاط معين لممارسته خلال ساعات العمل. وظهرت لقطات لموظفي الشركة، وهم يرتدون أقنعة ويلهون في مسابقات للمعلومات العامة. ومثل هذا اليوم من المبادرات يستهدف تخفيف التوتر في بيئات العمل وشحذ همم وطاقات العاملين نحو المزيد من الإنتاجية وتعزيز الانتماء المؤسسي لديهم بحوافز ومكافآت نوعية. وتابعنا اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية الشهر الفائت بأكبر فوج سياحي صيني تستقبله بلادهم، بعدما قام ملياردير صيني بدعوة 6400 موظف في شركته لقضاء عطلة ترفيهية في فرنسا، تقديراً لجهودهم وبمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس الشركة وشراكة العمل التي تربطه بالفرنسيين. وقد تم تخصيص 147 حافلة سياحية لنقل المدعوين الصينيين في الرحلة التي توزعت بين باريس ونيس تكلفت أكثر من 33 مليون يورو. قبل هذه الرحلة كانت الإمارات قد استقبلت أكثر من 14 ألف سائح صيني في أكبر فوج سياحي يحط في البلاد، وذلك في أبريل من العام الفائت، عندما اختارت شرطة «توسكين»، التي يعملون فيها، مدينة دبي لقضاء خمسة أيام من عطلتهم المدفوعة تقديراً لجهودهم في تحقيق الأرباح والنجاح للشركة. صور من الصين، التنين الذي استيقظ وأدرك قبل فوات الأوان أن شعارات «ماو» ومقولات «الكتاب الأحمر» التي كانت تتلى في المصانع والمزارع الاجتماعية لن تحقق المكانة المنشودة لاقتصاد البلاد الذي تحول لأحد أكبر الاقتصادات في العالم، وذلك بزرع روح التنافس والابتكار وقوة الانتماء المؤسسي التي لا تستقر فقط في لوائح الموارد البشرية المتجمدة على يد أولئك الذين يطبقون الاستبيانات المعلبة من شركات الاستشارات المتجمدة، وإنما تحقق بالتقييم العلمي الصحيح والتقدير المادي والمعنوي واللمسات الإنسانية الحانية. وهي مفاهيم بعيدة عن إدراك البعض ممن وضعوا في مسؤوليات الموارد البشرية، وهم لا يعرفون بالتحديد طبيعة عمل من ساقتهم الظروف إليهم، حتى زاد الماء على الطحين، فتراجع الأداء وترهل، بعد أن أصبح المقيمون أكثر من المقيم بحقهم في متوالية عجيبة حلت في العديد من دوائرنا ومؤسساتنا، لدرجة أن البعض تخيل أن الوضع بات عصياً على الحل، بينما هو أبسط من بساطة معادلة «يوم الاسترخاء»!!