من حق أي نادٍ في العالم أن يتعاقد مع أي لاعب يراه مناسباً وبأي سعر يرغب فيه طالما يملك الإمكانات المالية ولديه مخططون ومديرون فنيون وإداريون يرون أن هذه التعاقدات تتناسب وطموحاتهم وإمكانياتهم وهذا أمر لا نقاش فيه وحتى لو كانت التعاقدات خالية، كما سبق وفعل ريال مدريد مرات عديدة فهي وحدها ليست كفيلة بحصد البطولات ونتذكر كلمة جلاكتيكوس التي أطلقت على ريال مدريد منتصف العقد الماضي عندما لعب بتشكيلة (خيالية) ضمت خيرة نجوم العالم مثل راؤول جونزاليس وروبرتو كارلوس ورونالدو وكاكا البرازيليين والفرنسي زيدان والإنجليزيين ديفيد بيكهام ومايكل أوين والبرتغالي فيجو ولكنه مر بموسم لم يحقق فيه أي شيء والآن يلعب الريال بجلاكتيكوس خيالي آخر على رأسه كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وتوني كروس وخيميز رودريجيز وسيرجيو راموس ومودريتش وكريم بن زيمة ولكنه أيضا لم يتوج بطلا للدوري منذ ثلاثة مواسم وأحرز بطولة دوري أبطال أوروبا مرة خلال 13 سنة والأكيد أنه أحد أقوى أندية العالم ولكن الأكيد أن المال وحده غير كاف لحصد البطولات والأكيد أكثر أن هناك مبالغ تعتبر كبيرة جدا حتى بمقاييس أكبر أندية العالم وليس بمقاييس منطقتنا. وما أراه في التعاقدات الإماراتية مبالغ كبيرة جدا (قياسا على مستوى المنافسة وقوة الدوري العربي بشكل عام وليس الإماراتي وحده) مثل شراء الجزيرة للبوليفي فارفان وأيضا شراء الأهلي للمغربي أسامة السعيدي الذي كان معارا من ليفربول لستوك سيتي للبرازيلي رودريجو ليما من بنفيكا، ولا توجد أرقام رسمية للمبالغ المالية وكل يضع الرقم التقريبي ولكنني أتساءل فقط هل تستحق دورياتنا لاعبين يتجاوز سعر الواحد فيهم سبعة أو ثمانية ملايين يورو أو حتى خمسة ملايين يورو؟، تصوروا أن لاعبا مثل السوري عمر السوما هداف الدوري السعودي لا تتجاوز صفقة انتقاله ربع أو خمس صفقة السعيدي أو فارفان وهناك لاعبون عرب وأجانب وأفارقة وبرازيليون مغمورون ولكنهم قادرون على العطاء وحتى على در الأموال للأندية التي تستطيع اكتشافهم وتسويق موهبتهم وبيعهم لاحقا بعشرات الأضعاف كما يحدث مع السومة أو كما حدث مع الفرنسي بلال عبدالسلام آنيلكا (نيكولا آنيلكا) الذي اشتراه آرسين فينجر من باريس سان جيرمان عام 1997 بـ 500 ألف دولار فقط وكان عمره 17 سنة ثم باعه بعد عامين فقط إلى ريال مدريد بـ 23 مليون دولار أي أن صافي الربح (غير البطولات التي حققها مع أرسنال) كان 22.500 مليون دولار. أعرف أن الغالي ثمنه فيه وأن من يمتلك المال يستطيع شراء من يريد ولكنني فقط أقول إن (المغمور) وليس الرخيص قد يكون أيضا ثمنه فيه لو عرفنا أين نجده.