بكل تأكيد أصبحت الإمارات اليوم أرضاً للمهرجانات النوعية المختلفة، حيث لا يكاد ينتهي مؤتمر نوعي مهم، إلا جاء آخر أكثر أهمية. ساحة الإمارات الثقافية تقود الساحات الخليجية والعربية في الاهتمام بصنوف الثقافات والفنون وكأنها في تسابق مع نفسها بدءاً من الثقافة إلى الفن والسينما في كل نوع من هذه الأنشطة لها ساحة ومعرض ونشاط، حيث أصبح الشأن الثقافي ينال الكثير من الاهتمام والرعاية، بل بعض المهرجانات ذات شأن إنتاجي ومعرفي وربما استثماري، ومنها على سبيل المثال مهرجان التمور والرطب والإنتاج الزراعي المصحوب بالنشاط الثقافي والفني، وأخيراً مهرجان مزاينة الإبل التراثي والتجاري. وتأتي أيضاً المهرجانات الشعرية والثقافية لتدعم الاتجاه الجميل اليوم في الإمارات، والاهتمام بالشأن الثقافي والمعرفي والفني. واليوم الإمارات تسجل حضوراً كبيراً في الأنشطة الثقافية على مستوى المؤتمرات والمهرجانات الكبيرة وذلك العمل والنشاط يعزز بالتأكيد مكانة الإمارات كواحدة من الدول المحبوبة والمفضلة عند الكثير من المشاركين للسمعة الطيبة لبلدنا العزيز وللاهتمام الواضح في العناية بالشأن الثقافي والفني. لا يحتاج هذا للتدليل عليه وإنما قراءة استمرار هذه المناشط وروح الجدية الواضح الآن عند الكثير من المعنيين بالشأن الثقافي والمعرفي والفني. وفي ظل هذه الرعاية والاهتمام بهذه الأنشطة تظل مسألة واحدة مهمة وهي التكرار وتشابه الأنشطة وإعادتها وتنقلها من مدينة إلى أخرى، بل إن بعض المؤسسات تقلد بعضها في أنواع الأنشطة والمهرجانات وكأنها عاجزة عن إبداع أفكار أخرى. وأعتقد لو وجد مهرجان واحد كبير يتم دعمه بكل قوة وتوسيع المشاركة فيه أفضل من إعادته في مكان آخر، وخاصة على المستوى الثقافي. إن قيام مهرجان أو نشاط في مدينة أو منطقة في الإمارات الأجمل هو أن يدعم ويساند من الجميع حتى يكبر ويأخذ صيتاً كبيراً في الإمارات وخارجها، وإن انفردت كل مدينة أو منطقة بنوع من النشاط وتطور وأخذ يعزز مكانه وحضوره أفضل من مهرجانات أو مؤتمرات مشابهة صغيرة في هذه المدينة أو تلك، إن كثرة الأشياء المتشابهة والمكررة، عادة ما تذهب بعيداً عن الهدف وربما تضيع الفكرة والغاية من تلك الأنشطة، حيث إن (الأشياء/البضائع) عندما يزداد وجودها تفقد أهميتها وحضور الناس والشراء يتراجع خاصة على المدى البعيد، وهذا ما نلاحظه عندما كثرت الندوات والمحاضرات، وتكرر بنفس النشاط في أكثر من زاوية وزنقة. لا أحد يدعو إلى إبطاء أو فرملة هذه الاندفاعة والنشاط والرغبة في الاهتمام بالشأن الثقافي والفني، بل علينا أن نفرح، ونسعد بأن الرهان على الثقافة والفنون على مختلف أنواعها وصنوفها قد أصبح لها شأن واهتمام ورعاية بعد أن أدرك المسؤولون صدق وحقيقة ما كان يطالب به المثقفون والفنانون أصحاب المعرفة قديماً، وكان يقابل طلبهم ودعواتهم بالتجاهل والإهمال وعدم الدعم فقط لأنهم في ذلك الزمن لا يؤمنون بالمثقف أو أصحاب الفكر لأنه متمرد على الأزمنة الراكدة، بينما مقصده وهدفه رفعة الوطن عبر الثقافة والمعرفة، الآن نحمد الله أن المسؤول قد فهم أخيراً. Ibrahim_Mubarak@hotmail.com