الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

شكراً خليفة..

شكراً خليفة..
1 يناير 2014 15:42
بقلم محمد بن راشد آل مكتوم قبل حوالي سبع سنوات وتحديدا بعد أن توليت منصبي كنائب لرئيس الدولة ورئيسا لمجلس الوزراء عقدت عدة اجتماعات متواصلة مع بعض المسئولين في الحكومة الاتحادية وكلفت فريق العمل بإجراء مجموعة من الدراسات السريعة حول أهم احتياجات المواطنين وأهم التغييرات التي نريد أن نجريها في عمل الحكومة.. وبعد أن تكونت لدي فكرة واضحة عن ماذا نريد وماذا يريد منا المواطنون.. قمت بزيارة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في ظهيرة أحد الأيام.. استقبلني سموه كعادته بابتسامته المعهودة التي يعرفها المواطنون جميعا ويعرفها جميع من قابله وجلس معه.. عرضت على سموه في ظهيرة ذلك اليوم أهم الأولويات في خطة عملي وأهم التغييرات التي سأقوم بها في الحكومة وأهم المراحل القادمة.. بعد أن انتهيت قال لي: على بركة الله.. نحن جميعا فريق واحد.. وأي نقص عندكم أنا أسده.. واحتياجات المواطنين ستكون الأولوية لنا جميعا.. كنت أعرف أن سموه لديه من الدراسات والمتابعات عن أحوال المواطنين الشيء الكثير، ولكن تفاجأت بدقتها عندما بدأنا العمل في الميدان، كانت تأتينا شكوى من صيادين مواطنين في منطقة بعيدة هم بحاجة لميناء صيد صغير مثلا.. وعندما نوجه بتلبية الطلب نفاجأ بأن فريق عمل رئيس الدولة رصدوا الميزانية ووضعوه ضمن خطتهم قبلنا.. كنا نطلب حصر المواطنين ممن هم بحاجة لإحلال مساكنهم فنفاجأ بأن القوائم جاهزة في ديوان الرئاسة وهي ضمن الدراسة.. كثرت شكاوى المواطنين في إحدى الفترات عبر البث المباشر الذي نتابعه دائما من موضوع الديون البنكية.. فوجهت فريق العمل بعمل دراسة حول الموضوع وعند التواصل مع الجهات المعنية أخبرونا بأن رئيس الدولة طلب نفس الدراسة قبلنا وأخبرنا الإخوة في ديوان الرئاسة بأن صاحب السمو الشيخ خليفة رصد 10 مليارات درهم لحل هذا الموضوع.. أعلنا العام 2013 عاما للتوطين.. فوجدنا مشروعا جاهزا كان يعمل عليه رئيس الدولة قبلنا لإطلاق مبادرة لتوظيف 25 ألف مواطن.. في العام 2010 قمنا بعمل عدة اجتماعات مع الحكومات المحلية لتنسيق خططنا.. وكان لدى بعض الإمارات بعض الاحتياجات من الحكومة الاتحادية خاصة في موضوع الطرق.. قررنا عمل دراسة فأخبرني الأخ منصور بن زايد أن الدراسة جاهزة بطلب من رئيس الدولة حول البنية التحتية في الإمارات وسيضاعف ميزانية مشاريع البنية التحتية ووصلت هذه الميزانية أخيرا لـ 20 مليار درهم في جميع إمارات الدولة. يتكرر هذا الموضوع في مشاريع الإسكان وفي مشاريع المستشفيات الجديدة وفي غيرها، حتى إننا كنا قبل فترة نتناقش في بعض السياسات الحكومية الجديدة لتحفيز البنوك على دعم الشباب في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة ليخبرني الشيخ منصور بأن رئيس الدولة سيؤسس صندوقا لنفس الغرض وسيشمل كافة أنحاء الدولة لدعم مشاريع الشباب بميزانية 2 مليار درهم. أكتب اليوم هذا المقال ليس للثناء على رئيس الدولة، حفظه الله، بل أكتبه للتاريخ.. أكتبه لأضع شهادتي أننا ما سابقناه في شيء يخص تلبية احتياجات المواطنين إلا سبقنا فيه.. أكتبه ليتعلم القادة في كل مكان أن تلمس احتياجات المواطنين وتلبية متطلباتهم لا يحتاج لكثير من الضوضاء والكلام.. أكتبه لتعرف الأجيال أن هذا الرجل الذي بدأ تولي مناصب رسمية منذ نهاية الستينيات ولغاية اليوم لم يتوقف يوما عن العمل وعن تتبع احتياجات شعبه وتلمس مشاكلهم وقضاياهم وحلها. يعالج المواطنين على نفقته.. يقضي الدين عن المديونين بنفسه.. يتابع مشاريع إسكان المواطنين بشكل شخصي.. يفك المسجونين.. ويكرم الوافدين.. ويمد يد الخير للمحتاجين.. ورغم انغماسه في متابعة شؤون دولته ومواطنيه هو من أكثر الناس تلمسا لاحتياجات الشعوب الأخرى.. وأكثر القادة عطاء.. وأكثرهم رحمة بالمسكين والمشرد والجائع وصاحب الحاجة.. قلبه الكبير.. وحسه المرهف.. وإنسانيته العالية جعلت منه مفخرة لنا جميعا في مجال العمل الإنساني. عندما قرر حكيم العرب الشيخ زايد، رحمه الله، تولية الشيخ خليفة بن زايد ولاية العهد في سنة 1969 وهو في سن الواحدة والعشرين فقط.. لم يكن ذلك من فراغ ولم يكن من استعجال.. بل هي رؤية ثاقبة للشيخ زايد.. ونظرة متفرسة لمعدن ذلك الشاب الهادئ.. وملاحظة دقيقة لإخلاصه وتفانيه في خدمة الناس. خليفة بن زايد صاحب مدرسة مختلفة في القيادة.. وصاحب فلسفة متفردة في إدارة الدول والشعوب.. وصاحب منهج جديد في إسعاد الناس.. منهجه وفلسفته ومدرسته هو الإنسان.. كل إنسان له قيمة عند خليفة بن زايد.. كل مواطن له أولوية.. كل فرد يستحق أن يعيش حياة كريمة.. كل شاب يستحق أن يكون له فرصة.. كل امرأة تستحق أن تحقق طموحاتها.. كل مريض يستحق أن يعالج.. كل أسرة تستحق أن تسكن.. كل صاحب حق يستحق أن يأخذ حقه.. كل محتاج يستحق المساعدة بغض النظر عن مكانه أو عمله أو جنسه أو دينه.. وكل ذلك يراها الشيخ خليفة مسؤولية شخصية عليه.. وواجبا ضمن واجباته.. وأولية في جدول أعماله.. أي همة وأي عزيمة وأي قدوة وقيادة.. هو كما قال الشاعر.. له همم لا منتهى لكبارها.. وهمته الصغرى أجل من الدهر خليفة بن زايد هو قائد عالمي متفرد ومختلف وناجح ومحبوب من شعبه.. يعمل بهدوء.. وينجز من دون ضجيج.. ويتابع عن قرب.. ويتفانى بكل إخلاص.. ما يميز خليفة بن زايد حفظه الله أنه يرتكز على قيم عظيمة في عمله.. قيم المحبة لشعبه.. والرحمة لمجتمعه.. والعطف على جميع أبناء وطنه.. مَلَكَ خليفة بن زايد قلوب مواطنيه بتواضعه الجم.. وابتسامته الهادئة.. ودماثة خلقه.. وتتبعه لأحوالهم وقربه الشديد منهم.. ومَلَكَ خليفة بن زايد قلوب كثيرين غيرهم بجوده وكرمه.. ورفيع خصاله.. ورجاحة عقله.. وبُعد نظره.. خليفة بن زايد هو قائد وقدوة.. وهو سيرة ومسيرة نتعلم منها كل يوم.. خصصنا هذه الأيام لنشكره جميعا لأنه يستحق الشكر.. ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. وأبدأ بنفسي فأشكره بالنيابة عن كل مواطن ومواطنة.. وأشكره بالنيابة عن كل أسرة سعيدة في هذا البلد.. وأشكره بالنيابة عن كل مزارع وصياد ومعلم ومهندس وطبيب وغيرهم.. وأشكره بالنيابة عن آلاف الشباب الذي وفر لهم الفرص.. وأشكره بالنيابة عن آلاف المرضى الذي تكفل بعلاجهم.. وآلاف المحتاجين الذين سدد ديونهم.. وأشكره بالنيابة عن دولة الإمارات الذي بذل لها وأعطاها وما زال يعطيها وقته وحياته وجهده وتفكيره وليله ونهاره.. حتى وصلت لأفضل المراتب العالمية.. أشكره وأدعو الجميع لشكره.. شكرا خليفة.. شكرا من أسعد شعب لقائد الوطن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©