على مدى الأيام القليلة الماضية، وخلال أيام العيد المبارك، كنا أمام صور رائعة من مظاهر التلاحم الوطني والمجتمعي بين القيادة والمواطنين، والجموع تتدفق على خيمة تقبل العزاء في شهيد الوطن والواجب عبدالعزيز الكعبي، تتقدمهم قيادة وطن العطاء والمجد، وطن يفخر بابنائه الشهداء الذين تسطع أسماؤهم في سفر الخلود وكتب التاريخ، ويعتز بمن تشرفوا بالانتماء إلى ترابه، يسجلون أروع وأنصع مظاهر الولاء وقوة الانتماء، وأبلغ معاني الوفاء لاسم وقيم الإمارات ونهج أرساه القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ويمضي على دربه قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه الميامين. الجميع وبروح الأسرة الواحدة يشعرون أن المصاب مصابهم، وهم يواسون أباً فقد ضناه في ميادين الشرف والبطولة، وكأي مواطن في هذا الوطن أكد للقيادة استعداده لافتداء كل أبنائه تحت راية الإمارات، والذوذ عن حياضها في كل موقع ومكان، وأينما نادى الواجب. كما جسد تدفق المواطنين والمقيمين على مجالس الحكام للتهنئة بالعيد، وزياراتهم لأبنائهم في مختلف مناطق الدولة قوة هذه الصور الزاهية من ترابط وتلاحم نفخر ونعتز به تحت الظلال الوارفة للبيت المتوحد. لقد كانت هذه اللحمة المتينة عصية دوما على الاختراق، وبالذات عندما أراد النيل منها أولئك الذين ارتهنوا لمرشدي الضلالة والتضليل الذين ينعقون من فوق الخرائب أينما حلوا، وفرطوا بقيم وطن شاده الآباء والأجداد بالمحبة والبذل والعطاء حتى بات صرحا شامخا يقدم أنموذجا باهراً من تجارب البناء الوطني والتنمية المستدامة، ووفر لأبنائه والمقيمين على أرضه رغد العيش الكريم في دولة تنعم بالأمن والأمان والرخاء والازدهار، جعلت من شعبها أسعد الشعوب، تحظى باحترام وتقدير العالم لسياستها المتزنة ومواقفها الخيرة في نصرة الحق، و المساهمة في تعزيز السلام والاستقرار الدولي. هذه النجاحات والمنجزات والمكتسبات كانت هدفا لأحقاد ومؤتمرات أولئك المتأسلمين من تجار الدين، وبغبغاوات أكشاك الارتزاق في بعض العواصم، وغربان فضائيات الفتن والعنتريات من مدعي «الفهم» المتكلسين في شرانق مرشدي التيه والأوهام. ولكن هيهات هيهات ستظل الإمارات بتلاحمها ومتانة لحمتها الوطنية والتفاف أبنائها حول قيادتهم عصية عليهم، حفظ الله الإمارات من شر كل حاقد وحاسد.