بالأمس خرجت الإمارات تودع ابناً من أبنائها البررة، الشهيد الملازم أول طارق الشحي، الذي لقي وجه ربه الكريم في ميدان من أشرف الميادين، ومهمة من أقدس المهام، عندما امتدت له يد الإرهاب الجبان، بينما كان يؤدي واجبه مع إخوانه من قوات حفظ النظام لدى تصديهم لمجموعة إرهابية في إحدى مناطق مملكة البحرين الشقيقة. بالأمس احتضن هذا الوطن الغالي، بالفخر والاعتزاز جثمان شهيد الواجب طارق الشحي، وكل ذرة من ترابه الطاهر تتغنى باسمه، وتعتز برسالته، ورسالة وطنه الذي يفخر به. وهو الرجل الذي ذهب إلى أرض دلمون ليساهم مع رفاقه من أبناء خليجنا الأغر في إزالة الغشاوة السوداء للإرهاب الذي يريد النيل من وجهها النضر الأصيل. لقد كان هذا الحضور المهيب والغفير لمراسم تشييع الشهيد طارق الشحي، يختصر روح الأسرة الواحدة التي تربط أبناء الإمارات من أقصاها إلى أقصاها في ظل» البيت المتوحد»، الذي يقف كل من فيه وقفة رجل واحد في الأفراح والأتراح. وكل فرد منهم يعتبر أهل طارق أهله، وكل فرد منهم يغمره الشعور بالفخر والاعتزاز بنبل الرسالة التي كان يحملها طارق، ودمه الزكي يروي تراب البحرين، وينير الدرب للأجيال للحفاظ على البحرين جوهرة متوهجة ضمن قلائد البيت الخليجي الواحد الذي يُفتدى بكل غال ونفيس. كما كان هذا الحضور المهيب والغفير رسالة للعالم بدعم أبناء الإمارات للدور المشرف الذي قام به طارق الشحي، ويقوم به رفاقه من رجال الشرطة والقوات المسلحة في التصدي للإرهاب والإرهابيين، الذين يعتقدون أن بمقدورهم العبث بأمن واستقرار البيت الخليجي، وأرادوا أن يجعلوا من أرض البحرين محطة انطلاق لمخططاتهم الإجرامية نحو بقية دول الخليج العربية. دم طارق يمهر حقيقة أن «خليجنا واحد» و «أمننا واحد» وأن العدو واحد. لقد أرادوا أن يغلفوا مخططاتهم الإجرامية في البحرين بمزاعم ودعاوى«وطنية»، ولكن سرعان ما تكشفت نواياهم وأحقادهم السوداء، في وجه الدعوات المخلصة لهم بالتفاهم والحوار، وقابلوا اليد الممتدة إليهم بالحسنى، بالحرائق والتفجيرات والقتل والخروج على القانون، وشرعية الدولة في البحرين. لا يوجد غيور على وطنه يقبل بما يقوم به إرهابيو البحرين الذين يقتاتون من مذهبية وطائفية بغيضة، وقد تحولوا إلى ُدمى تحركها الولاءات والأجندات الخارجية. فقد سقطت عنهم أوراق التوت، وانكشفت عوراتهم وسوءاتهم، وانكشفوا أمام العالم بأسره، وهم يريدون القضاء على وطن مستقر مزدهر نحو مفازات الهاوية والتيه والضياع. إن الوداع المهيب والغفير والمشرف لشهيدنا كان بمثابة عهد يتجدد، بأن دمه الطاهر التزام متجدد، للإمارات وأهلها مع أشقائهم في البحرين، وعهد يترسخ بألا يسمحوا للإرهاب بأن ينتصر، وألا تعلو راية أو صوت للإرهابيين الجبناء مهما طالت المعركة، ومهما كانت التضحيات. وسيبقى طارق الشحي رمزاً حياً في ضمير كل إماراتي لمعاني الوفاء والفداء لأجل الإمارات ورسالة الإمارات، وفي الضمير الخليجي والإنساني في حربه المقدسة ضد الإرهاب والإرهابيين أعداء الحياة والإنسانية. نسأل الله أن يتقبل الشهيد طارق الشحي قبولاً حسناً، ويتغمده بواسع رحمته ومغفرته، ويجعل الجنة مستقره و مأواه، ويجمعه بالصديقين والصالحين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا. ali.alamodi@admedia.ae