في العيد تبدو البراءة كسنبلة غافية على ضفاف نهر مشتاق للفرح، تبدو البراءة كطائر يرتل أغنياته على ظهر موجة مفعمة بالبياض.. في العيد تخشخش الأشجار خلاخيلها، والإنسانية ترفع الأيدي ضارعة صاغرة لله القدير بأن يهزم الظلم ويقهر الإرهاب ويقضي على آفة التطرف لتستعيد البشرية نضارتها وبهجتها وحضارتها ونهضتها وفرحتها وقوتها. في العيد، الأشياء تبدو في فرح بهيج مكللة بالدعاء إلى القادر الحكيم بأن يفسد مطامع المتخلفين والمزيفين والمدعين والمؤولين والمخربين والعدميين والعبثيين والسادرين والمخمورين بشعارات تناقض تعاليم الدين الحنيف.. في العيد أحلام الناس تكبر تصير أزهاراً يانعة وأنهاراً يافعة وأقماراً ناصعة وأشجاراً سامقة وجبالاً شاهقة وأغصاناً باسقة.. في العيد الناس بصوت واحد مجللين بالشفاعة لكل من زهقت أرواحهم ظلماً وعدواناً على أيدي من تخلوا عن الضمير وانسلخوا من العقل والتفكير وصاروا أشبه بوحوش ضارية لا تميز ما بين الحق والباطل. في العيد جزيرة جديدة تبرز في عرض البحر سكانها طيور بأجنحة الفرح وبيوتها أعشاب بلون الأمل.. في العيد تجبر القلوب المكسورة بالأمل بأن يزهق الله الباطل ويعيد الحق إلى نصابه وتستعيد الأوطان عافيتها وتشمخ رغم أنف المخادعين والمختالين والمفترين والظالمين والمكفرين والمدجلين والمزنجلين بسلاسل التخلف والتطرف والتزلف والتكلف والتجدف. في العيد يفكر الناس جميعاً بفضاء إسلامي جديد يعيد الحياة إلى سابق رونقها وأناقتها ولباقتها ورشاقتها ولياقتها وأن يصوم الإرهاب عن العنف والخسف والنسف والعسف وأن تشرق شمس الحب في القلوب والدروب وتنتهي الخطوب ويزول الشحوب وتدير الكروب. في العيد تترعرع في الصدور سنابل وجداول وتنمو في العيون رموش التأنق والتدفق والترقق، ويغيب من الوجود شكل البغض وينتهي فجور القتلة وبثور الجهلة ويعيش الناس في مهد الحياة الزاهية بشرشف الشفافية وملاءة تدفء القلوب العارية والصدور المستعرة وتعيد لعربة الكون بوصلة الاتجاهات الصحيحة.. في العيد نفرح وتظل الفرحة ناقصة طالما يسكن في الهوامش والقوارع والنواصي أناس شردهم الغي والبغي وباتوا عراة سقفهم السماء وسجادتهم الأرض الشوهاء.