دخلت إدارة نادي الشباب في أزمة لم تحسب لها حساباً، فقد اختار لاعبها مانع محمد حسب الأخبار التي انتشرت في الفترة الأخيرة فسخ عقده مع النادي والانتقال إلى فريق آخر، وكيل أعمال اللاعب وجد الطريق الذي يظنه صحيحاً، وهو دفع مبلغ الشرط الجزائي ليصبح بعدها «مانع» حراً، ويمكنه اختيار ناديه الجديد في خطوته التالية، إدارة الشباب ارتأت عدم ذكر اسم النادي الذي فاوض لاعبهم خلسة مؤكدة في نفس الوقت أن النادي إياه كسر كل قواعد الاحترام والاحتراف بمفاوضته لاعبهم المرتبط بعقد ساري وممتد لثلاثة مواسم مقبلة. والسؤال يطرح نفسه من جديد؟. يا ترى من هو الذي على حق؟.. العرف أم القانون، ثغرة اللوائح أم روح الاحتراف التي يجب أن تسود بين الأندية، يا ترى من الذي يجب أن نتعاطف معه؟.. اللاعب الذي وقع برغبته لمدة ثلاثة مواسم أم النادي الذي يفرض قيود القانون على لاعبيه، أم النادي الآخر الذي سيضحي بسمعته وعلاقاته من أجل سد إحدى ثغراته في التشكيلة الأساسية؟. لماذا آثر النادي الخفي أو الطرف الثالث الصمت، ولماذا لم تذكر إدارة الشباب اسمه ونهجت سياسة «اللي على رأسه بطحة»، ولماذا تركوا لنا حرية التفسير والاستنتاج وربطه بأحد الجيران من خلال الأخبار، التي نشرتها كل الصحف خلال أيام العيد.. وإذا كان المعني حقا هو الطرف الخفي في الموضوع، فلماذا وصل أسلوب التخاطب بين أنديتنا إلى هذا المستوى من الصد، ولماذا لم يرفع القمزي السماعة على صديقه رئيس مجلس إدارة النادي الآخر لينهيا كل شيء قبل أن يتحول الوضع بينهما من طلب انتقال مرفوض إلى أزمة خانقة ستعكر صفو العلاقات بين طرفين لفترة طويلة، ولماذا وصل مستوى التخاطب بينهما من ابتسامات في المنصة إلى تسريبات صحفية تحمل صيغة التهديد والوعيد والإيحاء بوجود ضرب تحت الحزام بين أحد الأطراف على الآخر، وهل يستحق لاعب واحد أو حتى عشرة أن يسبب كل هذه الخلافات والقطيعة بين الطرفين، ومن يقودهما تنفيذيا يعتبران من انجح القياديات الرياضية في كرتنا حالياً؟ وهل سنشهد في الفترة المقبلة مرحلة جديدة من علاقات الأندية ببعضها البعض، والتي ستطغى عليها جفاف القوانين وقسوة العقود لتتحول كرتنا وأنديتنا من الصبغة الرياضية إلى أجواء تشبه ما يحدث في عالم العقار والاقتصاد والمال والتي لا تحكمها مواثيق وأعراف الرياضة ولا حتى روحها! كلمة أخيرة قبل أن تنتهي مشكلة مانع الذي يلعب في مركز الظهير الأيمن، هناك أزمة جديدة قد تطفو على السطح والبطل فيها ظهير أيسر!.. للحديث بقية.