من دون نقاش ولا جدال، يُعتبر البرازيلي آبل براجا أحد أهم المدربين الذين عملوا في منطقتنا العربية، وهو مكسب لأي دوري يتواجد فيه، فالرجل حمل لقب أندية العالم مع إنترناسيونال، بعدما هزم برشلونة، ونال مع الجزيرة الإماراتي ثنائية الدولي والكأس، ورغم فشله مع فلامينجو أصر الجزيرة على عودته لتدريبه، ولم يتردد الرجل الذي صرح في مؤتمر تقديمه للصحافة بأنه كان واثقاً من عودته، وأن علاقته وجدانية مع النادي، وأنه قطع وعداً بأن لا يدرب في الخليج غير الجزيرة، ولهذا رفض عدة عروض إماراتية، وأنا واثق أنه كانت هناك عروض، ولكني أستغرب رفضه، لأن الجزيرة لو جاءه مدرب حقق بطولات وألقاباً للجزيرة لما فكر القائمون عليه بالعودة للدفاتر القديمة، فمنطق كرة القدم يقول ذلك ولا أحد يعيش على الأطلال، ولا أحد ينتظر أحداً، ولهذا قلت أستغرب رفضه لهذه العروض وهو المدرب المحترف. عموماً، براجا قال إنه يعد أن يكون الجزيرة «منافساً قوياً»، وهي عبارة مطاطة لا تلزمه سوى بالمنافسة القوية، وهو ما يفعله الجزيرة منذ سنوات طويلة، وعادة ما يضع المدربون أهدافاً مرحلية لجماهيرهم أو إدارات الأندية مثل بطولة واحدة على الأقل (دوري أو كأس أو الصعود لدوري أبطال آسيا أو دوري أبطال الخليج)، ولكن براجا الخبير بكرة الإمارات يعرف أن الآخرين يعملون وبقوة مثل العين والوحدة والأهلي والوصل والشباب والنصر، ويأتون بمدربين عالميين مثله وبلاعبين كبار مثل الذين تم تقديمهم أيضاً مؤخراً مع براجا، وهم البرازيلي تياجو نيفيز والكوري جونج والمواطنين فارس جمعة، وسيف راشد لينضما لكتيبة المونتينيجري فوسينيتش صاحب لقب أفضل لاعب أجنبي وهداف دوري الخليج العربي، ولاحقاً البيروفي فارفان، وأفضل لاعب مواطن الموسم الماضي النجم علي مبخوت، الذي أكد براجا أنه باقٍ ولن يرحل. الأكيد أن الجزيرة نادٍ نموذجي، بدءاً بإدارته ومنشآته ولاعبيه ومحترفيه، وانتهاء بجماهيره، التي أتوقع أن يزداد عددها مع ازدياد عدد ألقاب النادي، ولكن الأكيد أيضاً، أن طموح هذه الجماهير وإمكانات النادي تتجاوز بكثير ما تم تحقيقه وما يمكن تحقيقه على أرض الواقع، وأنا واثق أنه بالإمكان أفضل مما كان بوجود كل العوامل التي يحتاج أي فريق كي يُعطي وينتصر، وهي المال والإدارة والمحترفين والمنشآت والجماهير.