في كأس العالم 1990 وخلال مباراة منتخبنا الوطني أمام ألمانيا، سجل خالد إسماعيل لاعب منتخبنا هدفاً تاريخياً في مرمى الحارس إيلجنر، وشكل هذا الهدف صدمة حقيقية لنا ونحن الذين لم نعتقد يومها أننا سنشاهد الحارس الألماني من قرب، ولم نتوقع أنه سيظهر في كادر الكاميرات التلفزيونية الناقلة للمباراة. كان هذا الهدف كافياً ليدخل البهجة في قلوبنا رغم أننا خسرنا في تلك المباراة بخمسة أهداف مقابل ذلك الهدف، وبعدها بدأت الشائعات تسري كما النار في الهشيم، فهناك سيارة «رولز رايس» هدية تنتظر اللاعب في الدولة، كما أنه تلقى عروضاً احترافية أوروبية بعد ذلك الهدف المعجزة الذي جاء في زيارة يتيمة وخجولة لمنتخبنا إلى منطقة جزاء المنتخب الألماني الذي توج بطلاً لكأس العالم فيما بعد. تخيلوا هدفاً واحداً من محاولة وحيدة كان كافياً لتلقي خالد إسماعيل عروضاً احترافية خارجية، وبالتأكيد لم تكن هناك عروض رسمية أو غير رسمية، ولكنها كانت أخباراً وهمية، وقد تم تداول الكثير من القصص المغلوطة عن منتخبنا وعن لاعبينا خلال تلك البطولة، وقد دار الكثير من الجدل حول المنتخب القادم من تلك البقعة المجهولة آنذاك على الأقل بالنسبة لهم، ولكنها لم تعد كذلك اليوم فأصبحت حديث الدنيا أوشهر من نار على علم. واليوم تواصل وسائل الإعلامية الغربية السمسرة على لاعبينا، وبين فترة وأخرى يتم التلويح لنا بخبر جديد حول عرض أكيد، ومثلما تحدثوا سابقاً عن عروض لإسماعيل مطر وأحمد خليل وغيرهم، فاليوم زاد الحديث عن عمر عبدالرحمن، وبعد الأندية الإنجليزية السبعة التي خطبت وده على ذمة صحيفة «الميرور» الإنجليزية تواصل الصحيفة نفسها دعايتها المجانية لعمر وتعلن عن رغبة جالطة سراي التركي في التعاقد معه. تبدو فكرة مثيرة للإعجاب، قد تكون شائعة، ولكن لا نحب أن نكذبها، أو أنها كذبة ولا يمكن أن نستغربها، وبعد التألق في أولمبياد لندن والنجومية الكبيرة التي حصل عليها في كأس الخليج، أصبح عمر عبدالرحمن لاعباً غير عادي ويشار إليه بالبنان، تنسج حوله القصص وتحاك عنه الأخبار، ولكن لا ندري هل هذه العروض حقيقية أم أنها مجرد اجتهادات لا ترقى إلى أن توصف بالمحاولات؟. وحتى نتأكد منها، فإن الباب الحلم سيظل موصداً، ولا ندري هل سنشاهده سيفتح يوماً، وهل سيجد اللاعبون سبيلاً للخروج منه، والانتقال من دنيا الهواية مهما حاولنا تجميلها وإطلاق المسميات عليها إلى قمة العالم المحترف، إلى حيث تكون الموهبة والأحلام وكذلك الرواتب ليس لها سقف. Rashed.alzaabi@admedia.ae