التحق بركب الشهداء أول أمس، ابن الإمارات البار الملازم أول عبدالعزيز الكعبي، هناك على أرض اليمن بين زملائه المقاتلين في أيام رمضان اختار الله عبدالعزيز شهيداً. عبدالعزيز الذي كان لا يقبل إلاَّ أن يكون في الصفوف الأولى دائماً، كان يدفع بنفسه دفعاً إلى الأمام مع إخوانه البواسل، فرسان قواتنا المسلحة، ولا يقبل إلا أن يكون في المقدمة، لذا فقد تقدم الركب إلى جوار ربه، ونحسبه شهيداً مع الصدّيقين في جنات الله. أبناء الإمارات يطأون أرض المعركة، وليس أمام أعينهم غير إعانة الشعوب المظلومة ورفع الظلم عنهم، وهناك في اليمن كان واجبنا كشعب إماراتي تجاه إخواننا أبناء الشعب اليمني، بعد أن استنصرونا واستغاثوا بنا، أن نناصرهم ونقف إلى جانبهم قولاً وفعلاً في محنتهم الكبيرة، وبالأمس مع فرحة تباشير الانتصارات في اليمن جاءنا خبر فقدنا أحد أبنائنا الأوفياء والشرفاء الذي لبى نداء الواجب، مردداً لقائده «نحن عصاك اللي ما تعصاك»، وبروح راضية وابتسامة صادقة ترك والديه وأشقاءه وعائلته وأصدقاءه في شهر رمضان، ملبياً نداء الواجب، ومثل عبدالعزيز المئات من الضباط والجنود الذين يملكون قلوباً مليئة بالحب وبالشجاعة والولاء. في موكب الشهداء لم يكن الكعبي الأول، فقد سبقته كوكبة من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إرساء قيم العدل، ونجدة المظلوم، وحماية الضعيف، فهذه المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي تُحرك دولة الإمارات وجيشها وما يؤمن بها جنودها، لذا نراهم بواسل يتقدمون ولا يتراجعون في ميدان القتال ولا يقبلون إلا بالنصر. تلك الأرواح ستبقى نجوماً في السماء، وتلك الدماء الطاهرة لن تذهب سدى، فعندما تبدأ الحكومة الشرعية بمباشرة أعمالها في عدن وتنتعش الحياة في المدينة وتمارس منشآتها الحيوية دورها، وعندما يعود الأمن والأمان بين أهلها، وتعود الحياة إلى هذه المدينة العربية العريقة بعد أشهر من اختطافها على أيدي المليشيات الحوثية التي دحرتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.. عند ذلك ترتاح نفوسنا، وفي ذلك يكون عزاؤنا في عبدالعزيز وهزيم آل علي، وإخوانهما الشهداء من جنود المملكة العربية السعودية والشهداء من قوات التحالف.. فالهدف النبيل لهذه الحرب والانتصار الكبير يجعل ذوي الشهيد وكل شعب الإمارات فخورين بتضحيات شهدائهم الأبرار. في عيدنا اليوم، نزف شهيدنا الغالي عبدالعزيز سرحان الكعبي إلى جوار ربه.. فهذا ولد زايد «رحمه الله»، وولد خليفة «حفظه الله»، وجندي من جنود محمد بن زايد «رعاه الله» .. ولن ننساه أبداً، فبالأمس ذهب عبدالعزيز وهو جندي، دفاعاً عن أشقائه في اليمن ومساعدة للمستضعفين والوقوف في وجه الطامعين بأوطاننا، واليوم هو بين يدي أرحم الراحمين.