ونحن نودع شهر رمضان المبارك، الذي مضت أيامه ولياليه سريعة، لا تفوتنا الإشارة لإسهام جامع الشيخ زايد الكبير في إضفاء ألق لروحانية الشهر الكريم بالعديد من الفعاليات والأنشطة على مدار خير شهور السنة. تجسد رسالة الجامع ودوره بما يعبر عن قيم وعادات وتقاليد مجتمع الإمارات، والمستمدة من جوهر العقيدة الغراء وسماحة الإسلام وروح حب البذل والعطاء. وعلى امتداد الشهر الكريم كانت ساحاته الخارجية تستضيف آلاف الصائمين وتقدم لهم الإفطار الرمضاني على موائد تجمعهم دون تمييز، وتتحول ليالي الشهر الفضيل إلى لحظات من الصفاء الروحي بقيام الليل وإحياء المحاضرات الدينية لعلماء أجلاء من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة جرياً على عادة سموه، وهو يترسم سنة حميدة سنها القائد المؤسس الذي يحمل الجامع اسمه الخالد، طيب الله ثراه. ومما يبهج القلب في أرجاء الجامع الذي يعتبر منارة إشعاع حضاري، الإقبال الكبير والواسع على برامجه وفعالياته، من قبل الفئات العمرية الشابة، بصورة تعبر عن قوة تمسك شباب الوطن بدينهم وقيمه السمحاء الراقية، التي تحض على حسن التعايش والتعاون والتسامح، والبعد عن الغلو والتطرف. الجامع الذي يعد من درر العمارة الإسلامية ينهض بدور بالغ الأهمية، بالرسالة التي ينطلق منها في نشر نهج الوسطية والاعتدال للرسالة المحمدية وقيم التسامح والتعايش، وهو يعد منارة فكرية ساطعة سطوع قيم ومبادئ دين الحق الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، بشيراً ونذيراً متمماً لمكارم الأخلاق. دور يكتسب أهمية فائقة في ظل ما يشهده العالم اليوم من ممارسات دامية وأفعال إرهابية تُسفك فيها الدماء وتدمر الطاقات وتبدد الموارد على يد أولئك الذين قاموا باختطاف ديننا ونشر القتل والترويع باسم الإسلام، لذلك كان علينا التصدي لهم بكل ما أوتينا من عزم وقوة، لأنهم ببساطة خطر على الإسلام قبل أن تهدد البشرية جمعاء. وفي هذا المقام لا يسعنا سوى توجيه الشكر والامتنان للقائمين على أمر الجامع الذي يحظى برعاية خاصة ومتابعة مستمرة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، فشكراً للجميع، وبالذات للمتطوعين الشباب القائمين على خيام الإفطار وتنظيم المواقف. وكل عام وأنتم بخير.