إطلاق الإمارات بالتعاون مع الولايات المتحدة لمركز «صواب»، المبادرة التفاعلية للتراسل الإلكتروني لدعم جهود التحالف الدولي في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي، يجسد التزاماً إماراتياً ثابتاً في معركة التصدي للإرهاب والتطرف، وهذه المرة عبر فضاء واسع يعمل الإرهابيون والمتطرفون على اختطافه، كما عملوا على اختطاف ديننا وعقيدتنا الإسلامية الغراء، وارتهان قيمها السمحاء، ونحن نرى شلالات الدماء التي تسببوا فيها بقتل الأبرياء والآمنين والمستأمنين، وحجم الدمار والخراب الواسع الناجم عن أعمالهم الوحشية والبربرية في كل مكان وصلت إليه أياديهم الخبيثة ونفوسهم السقيمة. «صواب» خطوة متقدمة لقوى الخير في مواجهة شرور الإرهاب، ومنصة متطورة تهدف إلى توظيف الفضاء الإلكتروني في التصدي لقوى الشر والإرهاب والتطرف، وفي مقدمتها تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو يستغل هذا الفضاء الفسيح ليس لنشر أفكاره المتشددة المتطرفة، بل واستقطاب وتجنيد مراهقين وشباب وشابات لتنفيذ مآربه الخبيثة، خاصة وأن هذا التنظيم البربري، يختلف عن التنظيمات الإرهابية المعروفة كـ«القاعدة» وغيرها بعدم اشتراط«بيعة لأمير» أو تدرج في «التراتب» أو «تأهيل» روحاني وعقائدي، وإنما يسارع لتوجيه أي«ذئب أو ذئبة» منفردين للقتل والنسف والتدمير، وخاصة ممن لا سوابق أو سجلات أمنية لهم، وأحدث الصور أمامنا منفذ الهجوم الإرهابي الدامي على مسجد الصوابر في الكويت، والمنتجع السياحي في مدينة سوسة التونسية. وقبل أسبوع من إطلاق «صواب» كان المجلس الرمضاني للهيئة العامة لتنظيم الاتصالات ومؤسسة «وطني»، وخدمة الأمين التابعة لجهاز أمن الدولة بالقيادة العامة لشرطة دبي في مجلس الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي يتناول التواجد الواسع لتنظيم «داعش» الإرهابي في الفضاء الإلكتروني، حيث أكد «أبو فارس» وجود نحو 50 ألف موقع إلكتروني تتبع للتنظيم الإرهابي، داعياً المعنين لتكوين إدارة أو وحدة لدراسة العبارات والحوارات التي يستخدمها التنظيم الإرهابي «داعش» لتجنيد الشباب وإقناعهم بأفكار التنظيم الظلامية والانتحار عن طريق تفجير أنفسهم». ومعرفة أساليبه «في غسل أدمغة الشباب الغربي، وتغيير قناعاتهم بما يدفعهم لترك حياة الهدوء والرفاه التي يعيشونها من أجل الانضمام إليه، والعيش في مدن حل الخراب بها بفعل الإرهاب الأسود». وسنظل مع «صواب» وكل جهد خيّر في مواجهة الخطر الوجودي الذي يمثله الإرهاب والتطرف أينما كان.