استبشر الأزواج خيراً، فهللوا وكبروا بعد اعتماد الإمارات نظاماً يقلص الاستهلاك إلى نسبة 65% ويقلل من فاتورة التشغيل 10%. لأن الكثير من البيوت تعاني من تورِّم فواتير الدفع للاستهلاك الكهربائي، وكثير من الأزواج يصرخون عالياً من إهمال ربّات البيوت، واعتمادهن على الخادمات اللائي يسرقن الوقت في الأحاديث الودية، و«السوالف» العاطفية مع زوَّار الأوقات المحرجة، ولا ينتبهن لأوامر الزوجات، ولا الزوجات يزعجهن كثيراً إن كانت الخادمة اطفأت المصابيح أم لم تفعل، الأمر الذي يهدر تعب الرجال الذين يكدون ويكدحون، ويتعبون ولا يجدون من يلقي بالاً لهذا العرق المتصبب من أجسادهم، ولا أحد يفهم معنى أن الاستهلاك العشوائي مضرة لميزانية الأسرة وضياع طاقة مهمة، لمجتمع هو في أمس الحاجة إليها.. ربما يفيد هذا النظام في شيء وربما يقلل من الاستهلاك ولكن الأهم أن يعي الناس جميعاً، أن هذه الطاقة التي بين أيديهم، هي بثمن الدم والعرق، والتفريط فيها إهدار في مال عام، وإسراف لا يبرره أي منطق ولا تبيحه أي شريعة.. العالم اليوم في صراع مرير مع توفير الطاقة، وكل دولة من دول العالم تسعى جاهدة إلى الحفاظ على هذا المكتسب لأنه يساوي أرواح البشر، ومصائرهم، ومستقبل أجيال كاملة، ونحن وسط محيط إنساني نرى ونسمع عن الاحتشاد الدولي والتحالفات وكذلك المشاحنات بين الدول حول الطاقة وما أدراك ما الطاقة. الآن الدولة تحاول أن تقدم ما تستطيع وتبذل كل جهد من أجل إسعاد الناس، وتوفير مستلزمات الحياة الرغيدة ولكن في مقابل هذا مطلوب من كل إنسان مواطن أو مقيم أن يقدم ما عليه من تضحية، وأن يحفظ الود مع هذه الطاقة ذات الأهمية القصوى وأن يقوم بدوره في مساعدة الجهات المعنية في منع تسرب الحقوق، وتهريبها وضياعها، في تيه اللامبالاة، والإهمال . الانتماء إلى الوطن لا يعني الكلام الشفهي بل هو قول وفعل، هو تحقيق متطلبات المواطنة وأولاً وضع هذه المكتسبات ما بين الرمش والرمش، وعدم تركها في أيدٍ ما، جاءت لكي تقدم العون، بقدر ما هي تسعى دائماً إلى الاستفادة بقدر الإمكان، وإذا ما أحست بالإهمال من ذوي المكان، فإنها تمارس سخريتها وتبالغ في الهدر، وتضييع كل ما بين اليدين.. يجب أن نحمي ظهورنا بأيدينا وألا نترك أجسادنا عارية للرياح العاصفة. علي أبو الريش | Uae88999@gmail.com