عندما نقرأ وجوه الإرهابيين، نرى على وجوههم، خارطة بتضاريس وعرة، وشعاب وهضاب مقفرة، فلا أمل في أن يعود هؤلاء إلى رشدهم، لأنهم استوطنوا كهوفاً يقرأ سكانها كتاباً عباراته وأفكاره مبنية على جز الأعناق، وغلق الآفاق، ونسف الأشواق، وسبي الأنساق وذر الرماد في الأحداق، وتكبيل العقول بالأطواق. الإرهابيون سلاحف تاهت الطريق، فلا هي في البر ولا في البحر، فتلقفتها مناقير طيور جارحة.. الإرهابيون أموات أحياء، لأنهم يدبون على الأرض بضمائر ميتة، وعقول مستلبة، وقلوب خربة هؤلاء الذين حلموا ذات ليلة بالجنة فضاعت منهم البوصلة، فاستلوا سكاكين الحقد، وأمسكوا بنعال الكراهية فراحوا يهرطقون ويطقطقون ويزندقون، ويحرقون، ويخرفون، ويجدفون، ويشقون عصا الطاعة، معتقدين أن الطريق إلى الحور العين يبدأ بقتل الأبرياء، وسفك الدماء، وسلك سبيل العشواء، والسير في طرق الشعواء.. هؤلاء استعدوا أنفسهم ضد أنفسهم فمشوا في طريق الموت كوسيلة لتعويض حالة النقص ومركبات الدونية التي يعانونها.. هؤلاء طبقوا نظرية نبوخذ نصر حينما سبا النساء ويتَّم الأطفال، وحطَّم وهشّم، واقتحم المبادئ بسيوف البغي والطغيان، وانسجم مع الموت كطريقة من طرائق العدم التي يؤمن بها البائسون والخنس، والذين في قلوبهم الحقد عسعس.. هؤلاء كتل الجحيم التي سرت في الأوطان، فأبادت الإنسان والأشجان، والوجدان، هؤلاء الحثالة والنخالة، ومن سكروا بالحقد حتى الثمالة، يريدون من الحضارة أن تتحول إلى مناطق مهجورة، وغابات مسعورة، وأوانٍ مكسورة وشواطئ مثبورة، وجمل مجرورة، هؤلاء في النهاية هم أدوات في أيد منظمات عالمية، أقامت مبادئها على الإفساد، وتحويل بلاد العالم إلى محلات تجارية صغيرة تعاني من الكساد. هؤلاء، مغول جدد، اعتصموا بحبل الشيطان وتحزّموا برباط الغش الديني، وتكاتفوا من أجل إشاعة الفوضى ونشر قيم الدمار والخراب والاحتراب والاستلاب والاكتئاب والاقتضاب، والنهب والسلب وسوء الأدب.