الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هرمون «الأندروجين» المتهم الأهم لـ «حب الشباب»

هرمون «الأندروجين» المتهم الأهم لـ «حب الشباب»
6 يناير 2014 18:57
أبوظبي (الاتحاد) - تمثل بثور الوجه، أو ما يعرف بـ «حب الشباب» مشكلة مزمنة، ومصدر إزعاج يومي دائم يؤرق المراهقين والشباب من الجنسين، ولا سيما أن المصابين بـ «حب الشباب» لا يستطيعون الوقوف بدقة على المسببات الحقيقية، ولا الثبات على طريقة أو أسلوب محدد من العلاج الناجح، والأمر الأكثر إزعاجاً للمصابين أنهم لا يفرحون كثيراً باختفاء بعض البثور، إلا وتظهر أخرى غيرها وغيرها وكأنها كانت في الانتظار، فضلاً عن طول فترة العلاج، ناهيك عن تخوفهم- وخاصة الإناث- من ترك ندبات على سطح جلد الوجه. هذه المعركة المستمرة واللا متناهية تتكرر مرارا بصورة متعبة. لكن كثيرا من البحوث الطبية تشير إلى أن الهرمونات الوراثية تلعب دوراً رئيساً في طبيعة الجسم، والبشرة، ومن ثم ظهور «حب الشباب»، وقد يعاني الناس من كل الفئات العمرية، كما قد تعاني بعض النساء من ظهور«حب الشباب» باعتدال في مراحل مختلفة من التغييرات الهرمونية التي تتخلل حياتها، مثل الزواج، والحمل، والدورة الشهرية، واستعمال الحبوب المانعة للحمل أو عند التوقف عن تناولها. «الأندروجين» الدكتور شريف صقر، أخصائي الأمراض الجلدية بمستشفى الأمير الطبي في أبوظبي، يؤيد تأثير العامل الهرموني كسبب وراثي، إلى جانب نظام التغذية، والظروف البيئية التي تضاعف من حدة الحالة، وحيث يظهر «حب الشباب» على سطح جلد الوجه والرقبة والصدر، كما يظهر على الظهر والكتفين. وجدير بالذكر أن 80% تقريبا من الشباب يعانون من مشكلة «حب الشباب»، والإصابة به تعزى إلى هرمونات الذكورة المعروفة باسم «الأندروجين» التي توجد أيضاً لدى الفتيات وتؤدي إلى زيادة حجم الغدد الدهنية ومعدل إفرازها للدهون، مما يتسبب في انسداد المسام والتهابها في الوقت ذاته، ومن ثم تظهر البقع الحمر اللافتة للنظر على البشرة. هذه هي المناطق الجلدية التي تحتوي على أكبر عدد من الغدد الدهنية الفعالة. ويظهر حب الشباب بأشكال مختلفة، مثل: الرؤوس البيضاء التي تتكون من جراء إفرازات دهنية، وخلايا جلد ميتة أو جراثيم. وعندما تكون الرؤوس مفتوحة باتجاه سطح الجلد تسمى رؤوسا سوداء، كناية عن اللون الأسود للمادة المتجمعة في بصيلة الشعرة. وعندما تكون هذه الرؤوس مغلقة، تسمى رؤوسا بيضاء، تكون ناتئة عن سطح الجلد وتظهر بشكل نتوءات بلون الجلد. وقد تحدث تورمات متقيحة وحمراء اللون، ناتئة ومؤلمة وتحتوي أيضاً على رأس ملتهب، أبيض اللون. أو انتفاخات كبيرة صلبة، مؤلمة وتتكون تحت سطح الجلد، وكذلك تكون حويصلات مؤلمة متقيحة تحت سطح الجلد، وهي التي تتسبب في ترك الندب بعد ذلك. الوقاية والعلاج يرى الدكتور صقر أن علاج حب الشباب يعتمد على الحد من إنتاج العصارة الدهنية، وزيادة وتيرة تجدد الجلد، وعلاج التلوث الجرثومي، والحد من الالتهابات عن طريق العلاجات موضعية، بالمستحلبات التي تعمل على تجفيف العصارة الدهنية والزيوت، وتقضي على الجراثيم، وتحفز تساقط خلايا الجلد الميتة عندما تكون البثور خفيفة. أما إذا لم تتجاوب البثور مع هذه العلاجات، فمن المفضل الاعتماد على نوعيات من الغسول والمستحضرات الأكثر فاعلية لتحفيز تجدد الخلايا، ومنع تكون الانسدادات في بصيلة الشعرة، وبعض المضادات الحيوية المستعملة للعلاج الموضعي للقضاء على الجراثيم الموجودة على سطح الجلد.كما يمكن العلاج بالليزر، كنوع من العلاجات التجميلية لتقشير البشرة باستعمال بعض المستحضرات الكيماوية، والكشط وتخفيف النـدب التي يخلفها حب الشباب، بما فيها ملء الأنسجة الرخوة، وتقشير الجلد المشوه، وقد يتم الاعتماد على الموجات راديوية. وينصح الدكتور صقر الشباب المعرضين للإصابة بـ «حب الشباب» أكثر من غيرهم اتباع الوسائل البيتية من غسل وتنظيف البشرة بوساطة مستحضر تنظيف خفيف، والامتناع عن لمس وحك المناطق المصابة، وغسل المناطق المعرضة للإصابة مرتين يومياً لمنع تراكم الدهون، واستعمال أدوية ضد «حب الشباب» بوصفة طبية، من أجل تجفيف فائض العصارة الدهنية في الجلد، وتجنب استعمال مساحيق التجميل بكثرة، وإزالتها قبل النوم. النظام الغذائي يقلل من «حب الشباب» يؤكد اختصاصي طب الأطفال والمراهقين الألماني «أوفه بوشينج» أن تعديل النظام الغذائي يمكن أن يسهم في التقليل من حب الشباب، وبالتالي تحسين شكل البشرة لدى الشباب الذين يعانون منه. ويستند بوشينج - وهو عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين بمدينة كولونيا- في حديثه إلى نتائج بعض الدراسات الحديثة التي أشارت إلى أن تناول الأسماك والأطعمة المحتوية على كميات كبيرة من فيتامين «أ» وفيتامين «د» والزنك يمكن أن تؤدي لتقليل حب الشباب. ومن الأفضل أن يتم الإقلال من تناول منتجات الألبان والأطعمة المحتوية على الدقيق والسكر ولا سيما الحلويات، إذ يمكن أن تزيد هذه النوعية من الأطعمة عدد المواضع الملتهبة بالبشرة وتعمل أيضاً على زيادة حجم الغدد الدهنية بها بشكل واضح. ولتحسين حالة البشرة المصابة بحب الشباب، أوصى بوشينج بألا تستخدم نوعيات الصابون العادية أو مستحضرات التقشير القوية أو المحتوية على كحول في تنظيف البشرة، وإنما يفضل استخدام منتجات العناية اللطيفة بالبشرة. ولكن في حالات قليلة للغاية يستلزم الأمر تناول أقراص دوائية لتحجيم هذه البثور وللحيلولة دون تكون ندبات في موضعها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©