لا تتوقف رغبة الناس في الاقتراض مادامت هناك مغريات ومادامت هناك ضحالة في الوعي، ومادام هناك إعلام يتوقف عند حدود المناسبات والأحداث المدوية حتى يشحذ الأقلام ويبدأ في نبش القبور. البنوك اليوم سلطة بصلاحيات لا نهاية لها والغاية هي الربح وكسر العظم وجعل المستدين تابعاً خاضعاً يستدرج فيغوص في المستنقع، وعندما يحاول أن يرفع رأسه لا يرى شيئاً أمامه غير البنك لأنه استحم بحثالة رغبات جامحة ساحقة ماحقة متلاحقة ليس لها كابح ولا صد ورد ولا حد. الإنسان هو مقياس كل شيء، الإنسان بإمكانه أن يصبح حراً معافى من درن الديون وبإمكانه أن يظل عبداً مستباحاً مثخناً بجراح الأرقام الباهظة والمتراكمة على ظهره، ولكن هذا الإنسان إذا غفل وإذا تساهل أو تجاهل يحتاج إلى جرس إنذار يحتاج إلى قنديل ينير له ظلام النفس يتحاج إلى توعية تقوم بها وسائل إعلام مبنية على استراتيجية معضدة بأدوات دعم وقوة لكي تؤدي واجبها الوطني ولكي تقف على أرضية صلبة لا ترتخي ولا تغوص فيها الأقدام. لأنه ما من قوة تردع سطوة البنوك مهما اخترعنا أحدث القوانين وأبرعها، إذا لم يتعاون الناس وبدعم ومساندة من الإعلام على فضح الأساليب الملتوية من قبل البنوك، فإن كل الجهود تذهب أدراج الرياح وسيظل الناس يعانون وهم يئنون تحت أصفاد لا يفك قيدها سوط ولا صوت. فالإعلام الذي ينشر إعلانات البنوك ووسائل إغراءاتها من تسهيلات وفوائد وغيرها، هذا في حد ذاته تواطؤ مع هذه المؤسسات المالية الطامعة بالربح فلا يجوز أبداً أن تكتب عن ظلم البنوك، وهي تنشر الصفحات الملونة لبنوك تريد أن تصطاد في المياه العكرة وتريد أن تنشر شراكها بأي وسيلة ممكنة تجلب لها الخير، فإذا كان الناس لا يبالون في اقتراض المزيد والإعلام يساهم في بث لواعج البنوك على الصفحات فلا يمكن وقف هذا النزيف ولا يمكن التخلص من هذه الأعباء المضنية والتي باتت ضمن الأمراض المستعصية مثل السكر وضغط الدم وغيرهما من الأمراض، نحن بحاجة إلى تشريع جديد تشارك فيه فرق من جهات عدة وأهمها الإعلام والتربية والثقافة والشؤون الإسلامية تضع هذه الجهات جهدها السخي لتكريس ثقافة «العصامية» والكف عن نفض الجيوب لصالح البنوك ومن أجل مظاهر اجتماعية أصبحت تتقدم الأولويات، نحتاج إلى هذا الجمع الطيب لإنقاذ الناس من تفكير يجلب الشهر والقهر. Uae88999@gmail.com