«الأيتام أولادنا» هذه الجملة المفيدة وذات الدلالة والمعنى التي نطق بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، معبراً عن مشاعر الحاكم الإنسان الذي يعيش الوطن من أقصاه إلى أقصاه كأسرة واحدة تجمع أفرادها الحب والتآلف والتكاتف والانسجام وما يصيب أي فرد من أفراد العائلة تتداعى له سائر الأفراد لحمايته والعناية به ورعايته ورفع الضيم عنه ورفع الهم عنه. قرية العائلة للأيتام تأتي ضمن مبادرات أضاءت وجه الوطن وأثمرت أشجارها بالخير على المواطن وهي القرية التي ستضم وتلم الذين فَقَدوا الأب والأم أو أحدهما وستكون لهم الحضن والحصن والمزن، ستكون لهم المكان والزمان والأمان والاطمئنان بحيث لن يشعروا بالفقدان ولن يحسوا بالخسران لأن الوطن الجميل وَفَرَ لهم المكان والمكانة وشيّد لهم منازل الاستقرار. قرية العائلة للأيتام، المحيط الهادئ الذي سيطوق سواحل الأيتام بوشوشات أمواج البياض سوف تكون القرية سياجاً يمنع عن الأيتام غشاوة قارعة الطريق ونواصيه المفزعة.. القرية هي المهد والنهد والسعد والشهد والوعد والعهد لهؤلاء الصغار الذين خرجوا إلى الدنيا فوجدوا الطريق إلى الأمان محاطا بأشواك وأسلاك فكان لابد أن يجدوا مكانهم الصحيح في وطنهم الجميل، فأنشئت القرية لتكون الملاذ والموئل المعشوشب بخضرة الذين أحبوا الإنسان فوضعوه عند الحاجبين، وفي مقلة العين ولا نشعر بالدهشة عندما تبرز المشاريع العملاقة في دبي لأننا اعتدنا ملامستها في كل صباح وعند كل غروب شمس تشرق مثل هذه المشاريع والمبادرات ذات الرنين العالي.. لا نشعر بالدهشة لأننا أساساً نعيش في محيط الدهشة، نعيش في صلب المكان الذي يصنع الإبداع، بل إن الإبداع صنيعه والإبداع هو نهره الذي تتعملق فيه الأفكار النيرة.