المواطن أصبح على يقين من قول الحق المبين، الذي تبديه تجاه أي مصرف يدين ثم يهين، ثم يبعث المدان إلى غياهب السجون. وتلويح صندوق الديون للبنوك، وتحذيره من أن التجاوزات مرفوضة، وتعليق ملفات العملاء المعنيين، سوف تتبعه إجراءات جزائية صارمة وحازمة وحاسمة، قد تصل إلى سحب جزء من الودائع الحكومية لدى هذه البنوك. المواطن على يقين من أن الدولة التي رعت واعتنت، وحمت واهتمت وأسعدت لن تدخر جهداً، في الدفاع عن حق المواطن في العيش كريماً معززاً هانئاً، لا ينغصه دين ولا يكظه تعنت داين، فهذا هو مشروع بلادنا وهذا هو منجزها الحضاري، عندما تضع المواطن فوق كل الاعتبارات لأنه الساعد والواعد، ولأنه العماد والسداد ولأنه المكان والمكانة، فلا يمكن لكائن من كان أن يضع شروطه ومصالحه على حساب مصالح المواطن، هذه القيم الرفيعة التي تزرعها الدولة في المكان والزمان لابد أنها ستقف حائلاً أمام كل من يحاول أن يجتزئ الحياة بدراهم معدودات قد تقود إنسان بريء إلى ظلمات السجون، ولا ذنب له سوى أن الحاجة هي التي اضطرته أن يستدين، لكي يمضي بالحياة بدون شظف أو تلف. صرخة صندوق الديون في وجه البنوك، هي خط أحمر، يقف حائلاً أمام تلاعب بعض البنوك، وتخليها عن المبادئ الإنسانية، وإغراقها المواطن بالديون ثم التخلي عنه بل وضع يد المساعدة أن تصل إليه، هذا السلوك غير المسؤول، وهذا التصرف الذي قد يؤدي إلى خراب البيوت، وتشتت عوائل ليس من شيم أهل بلادنا ولا من عاداتهم وتقاليدهم، وإنما بعض البنوك أرادت أن تغرد خارج السرب وأن تركض خلف مصالحها، دون الالتفات إلى ما قد يسببه هذا اللهاث المادي من أضرار أسرية، تصل في أحيان كثيرة إلى دمار أسرة بكاملها.. صرخة صندوق الديون لابد أنها ستجد آذانا صاغية، لأنها صرخة لا تحمل المجاملة، أو المزاح، بل هي جرس إنذار يخبر كل من لديه بصر وبصيرة أن يتعظ وأن يخاف الله في عباده، وأن يتوقف عن استنزاف أرزاق البشر، وتركهم يهيمون في براري العازة، والحالة الردية، هذه الصرخة سوف تغير من مجرى الأمور، ومن لم يتغير لابد من تغييره، لأن أمن الإنسان وطمأنينته من أمن البلد واستقرارها ومن يعبث بهذا المصير، لابد من مواجهته بالعقوبة التي يستحقها. صرخة الصندوق، هي الساعد القوي الذي يرفع كل غريق من أعماق الديون ويضعه في باحة الراحة والسعادة في بلد الرفاهية والسعادة. Uae88999@gmail.com