* كان قرار السلطات الفرنسية منح الجنسية للمسلم المالي، «الحسن» لاسانا «باثيلي» (24 عاماً) العامل في المتجر اليهودي لبيع اللحوم الحلال «كاشير»، الذي عادة ما يرتاده اليهود والمسلمون عمن سواهم، لفتة وإضاءة حضارية، ضاعت وسط ضجيج الأحداث، لقد قام ذلك العامل البسيط بعمل بطولي، وإنساني، وربما نتاج قناعاته الدينية المسلمة التي يؤمن بها، وتربى عليها، حينما قام بإخفاء أشخاص عدة في برادات المتجر، وأطفأ الأنوار، وطلب منهم التزام الهدوء، وتمكن من الهرب، وطلب مساعدة الشرطة التي اتهمته في البدء بضلوعه في العمل الإرهابي، نتيجة اللون، والديانة، وربما الاسم، دون أن تعرف ما في دواخله الإنسانية الخيّرة والشجاعة، وحتى تقنع الشرطة، والبيروقراطية الفرنسية تحتاج لكثير من الصبر والفصاحة، فما بالك إن كانت باريس يومها تغلي، شرح لهم الوضع داخل المتجر، وتفاصيل حجز الرهائن، وقتل أربعة يهود منهم، كان بسيطاً، ويمثل نموذجاً للمهاجر المسلم قاصد العمل، وقاصد المستقبل، حين تحدث للتلفزيون الفرنسي، قال: «ساعدت اليهود؛ لأننا كلنا إخوة في الإنسانية، والمسألة ليست دينية، جميعنا في قارب واحد». ولأن في فرنسا جوانب حضارية، وتتسم بوعي أهلي شجاع، نظمت حملة في أنحاء فرنسا للتوقيع على التماس لمنحه الجنسية الفرنسية، وأثنت وزارة الداخلية على شجاعته، وتضحيته، وأنه مثال للمواطن الفرنسي، وسيقام حفل رسمي له بعد يومين! * إطلاق اسم «شهداء القوات المسلحة» على مسجد في العين، هو محل تقدير واعتزاز لأولئك الذين سقطوا في ميادين مختلفة، حيث نداء الواجب الوطني يكون، وفي إحصائية جديدة عن عدد المساجد في الإمارات، سجلت العين بتفاوت أعلى الأرقام في عدد مساجدها، والبالغة 1073 مسجداً، والمعلوم أن أقدم مسجد في الإمارات اكتُشف في مدينة «توأم» العين في القرن الثاني الهجري، حيث اتخذتها جيوش المسلمين في حروب الردة معسكراً لها؛ ولأن للحديث شجون، هناك مسجد يرمم في العين، ملاصق لقصر الشيخ زايد - رحمه الله- والذي أصبح متحفاً، ومقترح أن يطلق عليه اسم «أبو يعلى الموصلي»، وهو أحمد بن علي بن المثنى بن يحيي التميمي الموصلي، ولد، وتوفي في الموصل (210 - 307هـ)، من علماء الحديث، نعته الذهبي بمحدث الموصل، له كتاب «المعجم» في الحديث، و«مسندان» الكبير، والصغير، ومع كل الاحترام للموصلي، غير أن هناك أسماء من الوطن لها فضل الريادة في التعليم، وحفظ، وتحفيظ القرآن، وعمل الخير، والسيرة الحسنة بين الناس، هم أولى، ولا نزكيهم على أحد!