الإنسان هو هدف التنمية الشاملة في وطن التميز والريادة، وتعديل الهرم المقلوب مطلب نسعى إليه جميعاً، لتحقيق أهداف رياضتنا التنافسية، والعودة إلى الرياضة المدرسية منبع الأبطال وأمل المستقبل، وغاية يجب بلوغها لتحقيق الهدف الأعم والأشمل، وكسب الرهان، نحو مستقبل رياضي مشرق، ورفع راية الإمارات عالية خفاقة في كل المحافل. مسلمات استهل بها وزيرا التربية والتعليم رئيس اتحاد الرياضة المدرسية معالي حميد محمد القطامي، ومعالي عبدالرحمن العويس وزير الصحة النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، ومعهما المستشار محمد الكمالي أمين عام اللجنة الأولمبية المدير التنفيذي للأولمبياد المدرسي، في المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي، بحضور بطلنا الأولمبي الشيخ أحمد بن محمد بن حشر آل مكتوم، وبعض رؤساء الاتحادات، واللجان الرياضية المعنية، وقيادات العمل التربوي، وأصحاب الشأن في الرياضة المدرسية. ركز المؤتمر على الجوانب المضيئة للأولمبياد المدرسي في نسخته الأولى، وعلى السلبيات التي اعترضت مسيرتها إدارياً وفنياً، وبتركيز على القصور الإعلامي الذي كاد أن يبطئ انطلاقته، ويحبط عزيمة وإصرار الطلبة والقائمين على الشأن الرياضي المدرسي، الأمر الذي تلمسه أصحاب الشأن وأشرك الإعلام الرياضي، للتعرف على تلك الفجوة وكيفية دعم الرياضة المدرسية ومشروع الأولمبياد المدرسي قبل انطلاقة النسخة الثانية. لم يكن للإعلام الرياضي التعرف على سلبيات التجربة الأولى، لعدم وجود تقارير توضح القصور الذي رافقها ولغياب المنوط به المهمة، إلا أن توجهاً ساد المؤتمر بضرورة عقد لقاء مشترك لتفادي ذلك. وغداً تعقد لجنة الإعلام الرياضي اجتماعها الدوري، وسيكون ملف الأولمبياد حاضراً، قبل اللقاء الموسع المرتقب مع أصحاب الشأن، ومشاركة الإعلام الرياضي لاستشراق مستقبل الرياضة المدرسية حلم كل رياضي حريص على تحقيق الأمل المنشود في الدورات الأولمبية وبطولات العالم. واعترف الإعلام الرياضي بسلبية دوره في المرحلة السابقة، لا يعني أن القصور كان سببه، وإنما هناك جملة من السلبيات التي يجب الوقوف عندها، لتلافيها في انطلاقة النسخة الثانية، خاصة توفير الغطاء المالي للأولمبياد، بجانب الجوانب الأخرى الفنية التي لم تشر إليها التقارير التي تم استعراضها في المؤتمر. ولكن مهما كانت المبررات، وما اعترض التجربة الأولى من سلبيات، فإن هذا لا يعني التوقف عن مواصلة المسيرة لأن الحلم يبدأ بخطوة، وما قطعتها النسخة الأولى خطوات كثيرة وبإيجابيات كبيرة، لابد من مواصلتها، لأن الحماس الذي لمسناه من الأسرة التربوية، يضعنا أما مسؤولياتنا التاريخية، بضرورة دعم الحلم الصغير لتحقيق الحلم الأعم والأكبر، وتحقيق الطموح الذي يحمله كل منا ويتمنى رؤيته واقعاً تحقق هدف قيادتنا التي تسعى للريادة وتدفعنا إليها بتوفير كل مستلزماتها من دعم وتشجيع وتقدير. والأولمبياد المدرسي يجب أن يكون واقعاً لرياضتنا، وهدفاً لنا جميعا نسعى لتحقيقه، وبلوغ غاياته، وكلنا شركاء في هذا البناء الذي لابد من تكامل أركانه، لأن كل الإنجازات التي تحققت في الرياضات الفردية كانت المدارس ميادينها، والغرس في الصغر، وفي مراحل البناء الأولى لابد أن يأتي ثماره، مهما تباعد حصاده، والمستقبل الرياضي يبدأ من المدرسة والرياضة المدرسية تصنع لنا أبطال الغد في رياضاتنا التنافسية، وتضع أقدامنا على سلم الإنجازات العالمية إذا تكاتفت الجهود، لأنها خطوة في الاتجاه الصحيح. Abdulla.binhussain@wafi.com