عام 2013 الذي ودعنا قبل أيام قليلة،كان عاما حافلا بالمنجزات والمكتسبات الجليلة والأعمال العظيمة على الساحة المحلية، فقد كان عاما إماراتيا في معطياته بامتياز. وقد سجلت شواهده ملفات الرصد التي تحرص الصحف وغيرها من وسائل الاعلام على إصدارها. وكان للشأن المحلي النصيب الاكبر من صفحاتها، مما يعكس زخم المبادرات والمشاريع والفعاليات التي جرت، وعبرت عن غنى وتنوع الساحة المحلية. واذا كانت بعض المجتمعات تنظر للرقم 13 بتشاؤم وتوجس، فإننا في الإمارات نتعامل مع كل فاصل زمني بايجابية وتفاؤل وارادة وتحد، نستمدها من قيادتنا الرشيدة، وهي ترسم دوما ملامح المستقبل بعزم وإصرار وطموح وتفاؤل للوصول إلى المركز الاول وتحقيق الصدارة للإنسان وإعلاء شأن الوطن ورفع راية الإمارات في ذرى الأمجاد ومحافل الريادة والتميز. وبذات الروح الوثابة للمستقبل نستقبل العام الجديد2014، وكلنا أمل وإصرار على أن يكون كذلك حصاده إماراتيا بكل تميز ينعكس بالمزيد من الخير والرخاء، وبما يعزز المكتسبات والمنجزات لمصلحة الوطن وابنائه. وبهذه الروح والطموح والعزيمة جاء إعلان رائد الطاقة الإيجابية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن دخول الإمارات بقوة عصر الفضاء بالقمر الصناعي« خليفة سات» في امتداد لمشاريع ونجاحات سابقة في«الياه سات» و«دبي سات». ما يميز هذا القمر الجديد الذي بدأت مراحله التنفيذية، أنه الأول من نوعه الذي يتم بناؤه وتصنيعه بالكامل في دولة الامارات بكفاءات إماراتية بالكامل وبنسبة مائة بالمائة،بفريق يضم45مهندسا ومهندسة إماراتيين، وليكون جاهزا للإطلاق في العام2017، وليدشن بذلك مرحلة جديدة لدخول المنطقة العربية مرحلة التصنيع والصناعات الفضائية في رسالة لهذه الأمة- ومن الإمارات ايضا- بأن العرب قادرون على اللحاق بالركب وتحقيق أهداف شعوبهم وتطلعاتها إلى التنمية والحياة الكريمة بالإرادة والتصميم والنوايا الصادقة والتوظيف الأمثل للموارد. وهاهي الرسالة واضحة صادقة ناصعة من إمارات المحبة والعطاء، وهي تعرض تجربتها المتفردة للعالم ككتاب مفتوح، يستفيد وينهل منها الشقيق والصديق، كنبع صاف رقراق، يمتد عطاؤه نحو المشارق والمغارب، يجسد النهج الطيب الذي قامت عليه بأن تكون منارة للخير وجسرا للتعاون ومنصة للتفاهم بين الحضارات. لقد كان إهداء الشيخ محمد بن راشد هذا الإنجاز العلمي إلى أخيه قائد مسيرة الخير والعطاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تعبيرا عن تقدير الوطن بأسره لقائد التمكين الذي تعززت في ظل قيادته الحكيمة كل فرص التمكين لأبنائه المواطنين في شتى الميادين والمجالات، وبما يفتح آفاقا تنموية غير مسبوقة تسهم في إضافة لبنات جديدة لصرح الإمارات الشامخ. ويؤكد كذلك على أن طموحات شعب وقيادة دولة الإمارات لا حدود لها وهي تلامس السماء وتبلغ عنان الفضاء. «خليفة سات» عنوان جديد أيضا للثقة في قدرات الكوادر المحلية، وهي تثبت كفاءتها وقدرتها عندما تتاح لها الفرصة، تأكيدا لنظرة القيادة الرشيدة وقناعتها الراسخة بأن الإنسان هو أغلى ثروات الوطن، وعماد انطلاقته نحو مراتب ومواقع جديدة في سماء الإنجازات تليق بالامارات، بلد «زايد الخير»،وبإذن الله«دوم شامخ علمها» بقيادة خليفة الخير وإخوانه. ali.alamodi@admedia.ae