الأكيد أننا جميعاً سمعنا عبر صحيفة «ساوث تشاينا مورننج بوست»، قصة الرسالة التي أرسلها مشجع «غيور» على نتائج هونج كونج وسمعتها الكروية، يُعلمهم فيها أن مشاركة نجم الإمارات عمر عبدالرحمن في التصفيات أمامهم غير قانونية، نظراً إلى وضعه بعد الحصول على الجنسية الإماراتية، ما حذا بالمدير التنفيذي لاتحاد هونج كونج مارك سوتكليف للقول بالحرف: «لا نرغب أن ننتفع على حساب مصائب الآخرين، لكن إن كانوا قد انتهكوا قوانين البطولة وكرة القدم الدولية، فإن من المفترض أن تتم معاقبتهم، ومركزنا هو الثالث على جدول الترتيب، لكن إن تم اكتشاف انتهاك الإمارات للقوانين، فإننا قد نجد أنفسنا في المركز الثاني، وتالياً نتأهل مباشرة لنهائيات أمم آسيا في أستراليا 2015». المشكلة ليست في «المشجع الغيور» الذي أرسل الرسالة، وقد يكون إماراتياً وقد لا يكون، ولكنه على الأغلب عربي التفكير والهوية، وليست المشكلة في قصة هونج كونج، بل المشكلة برأيي هو جعل القضية محور الأحاديث شبه اليومية، إن كان دفاعاً عن عمر، أو لمجرد سرد القضية، وهو ما يؤثر برأيي على صاحب القضية الأول النجم عمر عبدالرحمن، الذي سيظل الآخرون يتحدثون عن أصله وفصله طالما بقي نجماً، وطالما بقي منتخب الإمارات يقدم العروض القوية، ويتوج بالبطولات تحت قيادة الرائع مهدي علي وحتى لو جاء غيره.. وأعتقد أن عموري سئم كثرة الحديث في هذه القصة، فهو ابن الإمارات ويحمل جنسيتها، ويدافع عن علمها، ومن لا يعجبه ذلك، فليشرب من البحر أو حتى يُبلّطه. جوهر القصة أن هناك حسداً وضيقة عين، وهناك متضررون من نتائج المنتخب الإماراتي، لا بل هناك أعداء للنجاح في وطن النجاح الأول، ليس في العالم العربي، ولا الشرق الأوسط، بل على صعيد العالم. نعم هناك من يكره التفوق، وصدقاً لو كان المنتخب الإماراتي يقدم عروضاً هزيلة لما تحدث أحد عن أي لاعب فيه، ولا اهتموا بتاريخه، وصدقاً هناك من لا يتمنى الخير للإمارات، وهم من لا يتمنون الخير لكل الناجحين في شتى الصعد، وهؤلاء يجب اجتثاثهم من المجتمع، لأنهم أساساً ليسوا مؤهلين كي يكونوا أفراداً فيه أو يستحقون شرف الانتماء له، لنقفل هذا الملف مرة وإلى الأبد، وعلى كل متضرر أن يلجأ إلى القضاء أو أن يُغلق فمه. Twitter@mustafa_agha